التعليم: الركيزة المنهارة في بلادنا

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ محمد يوسف النسري

 

يعد تهميش المعلمين وسلب حقوقهم مشروعًا استعماريًا يهدف إلى تدمير المجتمع وهدم الأساسات التي لا يمكن للوطن أن ينهض دونها. التعليم هو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات الحديثة، ولا يمكن للأوطان أن تنهض أو تصل إلى التطور دون أن تمر بمرحلة التعليم.

جميعنا يعلم أهمية التعليم، ولكن للأسف الشديد، بلادنا تعاني من هذا الجانب كثيرًا. في بلادنا، يتم تهميش حقوق المعلمين، ويتم سلب ونهب مستحقاتهم. هذا يعتبر جريمة ضد التعليم والمعلمين، ويؤثر سلبًا على الأهداف التي لا يمكن أن تتحقق إلا بعودة حقوق المعلمين التي سلبت منهم من قبل المتنفذين والصاعدين على المناصب الحكومية.

تخيل معي مقدار الظلم الذي يتعرض له المعلم في اليمن. منذ عام 2012م، لم تستقبل وزارة التربية والتعليم معلمًا واحدًا لتوظيفه، أوقفت الحكومة توظيف المعلمين، وسلبت حقوقهم. منذ ذلك الوقت، بدأ عهد الظلم والحرب ضد المعلمين.

ولكن المعلم ظل متمسكًا بمبادئه وقيمه، ولم يتخلى عن طلابه، الذين يعتبرهم أبنائه، هذا يظهر مدى التضحية التي يقدمها المعلمون من أجل أبنائهم، والرسالة التي يريدون إيصالها بكل حب، رغم كل ما يتعرض له من ظلم وتهميش.

منذ ذلك الوقت، لم يتم رفع مرتبات المعلمين، وكأن ما يجري مخططًا له ليقضى على التعليم والمعلمين في البلاد. الجدير بالذكر أن أوضاع المعلمين ومعاناتهم وصلت إلى النهاية، حيث يتم في أكثر الأحيان توقيف مرتبات المعلمين لمدة عدة أشهر، ومن ثم يتم هضمها دون أي مبرر. نحن في عام 2025م وما زلنا نعاني وكأننا في عهد ما قبل الإسلام، ذالك العهد الذي كان منتشر فيه الظلم، والفوضى، العهد الذي غلب فيه الجهل العلم وتطاول فيه القوي على الضعيف.

السؤال يطرح نفسه: إلى متى ستستمر معانات المعلمين؟ وإلى متى سيعاني أبناء المعلمين الجوع؟ الضلم والفساد هذا ما يراد أن تتعلمه الأجيال. سحقًا لمن أراد لنا بأن نبقى جهلة. وحسبنا الله عليه ونعم الوكيل.

لا معاناة أكبر من المعاناة التي يعانيها المعلمون في اليمن، ولا مظلومية أكبر من المظلومية التي يتعرضون لها، حيث يتم سلب حقوقهم، وتوقيف مرتباتهم، وتهميش قيمتهم.

المعلمون في اليمن يحتاجون إلى دعم واهتمام، لا إلى تهميش وظلم. يجب علينا جميعًا أن نعمل من أجل تعزيز حقوقهم، وتحسين أوضاعهم، حتى يتمكنوا من أداء دورهم في تثقيف الأجيال القادمة.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى