الإعلامي عبدالرحمن جناح يكتب.. من العاصمة عدن، يتحول الحلم إلى مشروع
مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ الإعلامي البارز عبدالرحمن جناح
من بين ركام الحرب والانقسام، وتصارع المشاريع وتناحر الأجندات، تنهض المحافظات اليمنية المحررة من جديد، وفي قلبها العاصمة عدن، كمركز قيادي ومصدر للقرار السيادي، لتؤكد أن الحلم الوطني لم يمت، بل تحوّل إلى مشروع واقعي يقوده فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي ورفاقه في المجلس الرئاسي، نحو استعادة الدولة وبناء المستقبل، مدعومين بمواقف الأشقاء في السعودية التي تقف إلى جانب اليمن في مختلف المجالات.
اليمن اليوم، رغم الضجيج الإقليمي وتصاعد التحديات، ليس ساحةً للتيه أو الفوضى، بل ميدان لاختبار الإرادة الوطنية في مواجهة قوى الشر إيران وميليشياتها الحوثيةالتي تحاول دوماً أن تزرع فيه اليأس والانقسام. وفي هذا السياق، يعود اليمنيون إلى الساحة العربية والإقليمية لا كضحايا ولا كمتطرفين، بل كشعبٍ أصيلٍ يمتلك تاريخه وحضارته الممتدة، يطالب فقط بحقه في العيش الكريم في ظل نظام جمهوري ديمقراطي وحدوي مدني تعددي، تتسع فيه كل المكونات والأحزاب والتيارات.
عدن.. مركز الوعي الوطني ومهد التوافق
ما يجري اليوم في المحافظات المحررة هو التجربة النموذجية الأولى في الشرق الأوسط لبناء الدولة من قلب الأزمات، انطلقت من حلٍّ دستوريٍ توافقي جمع القوى السياسية الوطنية المؤمنة بالتغيير الديمقراطي، تحت قيادة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، مهندس الوفاق الوطني وحارس الاتفاق الوحدوي، الذي استطاع أن يجعل من التوافق الوطني مشروعًا حيًا، ومن التنوع السياسي مصدرًا للقوة لا للضعف.
من عدن، العاصمة المؤقتة، يتبلور القرار السيادي للدولة اليمنية، وتُرسم ملامح مرحلة جديدة عنوانها السلام، والعدالة، والمواطنة، والهوية الجامعة. عدن اليوم ليست مجرد عاصمةٍ مؤقتة، بل مركز الوعي الوطني والسيادي الذي يربط اليمن بمحيطه العربي والإقليمي، ويؤكد أن المشروع الوطني الجامع هو السبيل الوحيد لعبور هذا المنعطف التاريخي الخطير.
ورغم هذه الجهود، تبقى التحديات جسيمة؛ إرهاب، حصار اقتصادي، فساد إداري، وتدهور خدمات. مسار الإصلاح الشامل الذي أطلقه الرئيس العليمي يمثل الآلية الفاعلة للصمود والبناء، فلا يمكن كسب معركة التحرير دون تمكين المواطن من معركته اليومية في الحياة والكرامة، من خلال تأمين الرواتب، تحسين الخدمات، مكافحة الفساد، وتفعيل مؤسسات الدولة.
لقد علّمنا التاريخ أن النصر لا يتحقق إلا بوحدة الصف الجمهوري المؤمن بالتغيير الديمقراطي. واليوم، فإن الدعوة التي أطلقها الرئيس العليمي لتوحيد الجبهة الوطنية ليست دعوةً سياسية فحسب، بل نداء وطني جامع لإعادة اللحمة بين الأحزاب والمكونات اليمنية كافة، في مواجهة المشاريع الطائفية والمناطقية التي تريد تمزيق اليمن وإعادته إلى عصور التشظي والتبعية لصالح إيران وأجنداتها.
اليمن لن ينجو من العواصف إلاّ بتحصينه بوحدته الوطنية، فالمعارك الكبرى لا تُكسب بالسلاح وحده، بل بالفكر والوعي والإرادة المشتركة.
هيئة التشاور والمصالحة وضعت الإطار العام للرؤية السياسية لعملية السلام الشاملة، لتكون خريطة طريق لليمن الجديد — رؤية ناضجة ولدت من رحم المعاناة الطويلة، تختصر آلام اليمنيين وآمالهم في وثيقة وطنية واحدة. ليست مجرد نص سياسي، بل إعلان ميلادٍ لمرحلةٍ جديدة تؤمن بأن الدولة لا تُبنى على الإقصاء، ولا السلام يُفرض بالهيمنة، وأن العدالة والمواطنة هما حجر الأساس لأي مشروع قادم.
نداء الرئيس العليمي لم يكن مجرد دعوة سياسية، بل جرس استنهاض وطني عميق يذكّر الجميع بأن اليمنيين لن يجدوا مكانهم إلا إذا تحركوا بصوت واحد نحو هدف وطني جامع. فالوحدة هنا ليست عاطفة، بل حكمة تاريخية تضمن سماع صوت اليمن الموحد.
لقد جسّد الرئيس العليمي نموذج القائد المتزن، الذي يوازن بين الواقعية السياسية والحلم الوطني، ويؤمن أن استعادة الدولة تبدأ من توحيد الإرادة، لا من تصعيد الخصومة.
إن بناء الدولة اليمنية الحديثة لا يمكن أن يتحقق إلاّ على قاعدة العدالة والمواطنة المتساوية، حيث لا يُنتقص من أي مواطن بسبب لهجته أو مذهبه أو منطقته أو انتمائه السياسي. اليمن الجديد يجب أن يكون دولة تعددٍ وتعايشٍ لا طائفيةٍ واستبداد، دولة يُعرّف فيها “اليمني” بانتمائه لوطنه، لا لمذهبه أو قبيلته. فإذا تحققت العدالة، صارت كل الشعارات قابلة للحياة، أما إن بقي الانقسام، فسيظل النزيف مستمرًا.
اليمنيون يعيشون لحظة استثنائية، بنضج ووعي ووضوح العدو، وتكامل الهدف، ووجود فرصة تاريخية أمامهم. إدارة هذه اللحظة بشكل صحيح ستكتب تاريخ اليمن الجديد — يمن العدالة والمواطنة، التعايش والبناء، بلا مكان للطائفية الإيرانية.
ومن عدن، منبع القرار ومركز السيادة، ينطلق النداء الصادق: فلنتحد جميعًا خلف المجلس الرئاسي بقيادة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، ولنجعل من هذه التجربة الوطنية الفريدة مشروع حياةٍ لا مشروع حرب.
فاليمنيون ليسوا ضعفاء إذا اتحدوا، ولن يُهزموا إذا التفوا حول دولتهم وقيادتهم الشرعية وحلمهم الوطني الكبير.
وكل الشكر والتقدير للأشقاء في المملكة العربية السعودية على دعمهم الصادق والمستمر لليمن في مختلف المجالات، ومواقفهم الثابتة إلى جانب الشعب اليمني وحكومته الشرعية في مسيرة البناء والأعمار واستعادة الدولة.







