رياح التغيير في المناطق الوسطى.. لا بد من النهوض
صحيفة الدستور الأخبارية خاص محمد العياشي

في زمن تتصاعد فيه وتيرة التحديات والمخاطر، تبرز حاجة المجتمعات إلى الانتفاضة والانطلاق نحو التغيير. إن قضية حراك أحرار المناطق الوسط اليمني، تعكس نبض الشارع وطموحات الشباب وعزيمتهم في مواجهة كل من يسعى لفرض القوانين المجحفة ومحاولات السيطرة المقيتة.
لقد حان الوقت لكي ندرك دورنا الحقيقي في هذه المرحلة الحرجة إننا مطالبون بإعادة النظر في القيم التي تمسك بها ابائنا ، وتجديد العهد مع مبادئنا وحقنا في تقرير مصيرنا، يجب أن تكون الراية التي نرفعها رمزًا للأمل والتغيير، لا تتنازل عن السيادة ولا ترضى بالانقياد.
الخيانات التي تخللت تاريخنا الحديث لم تكن سوى نتاج سياسات قمعية فُرضت علينا من قبل قوى لا تعرف معنى الشرف أو المبدأ. وقد حان الوقت لنقول “لا” للقوى المتربصة، لكل من يُحاول استغلال ضعفاء العقول أو تهميش ثقافاتنا وهوياتنا. عندما نبقى صامتين أو نقبل بالقعود، فإن ذلك يعني أننا ندفع ثمن الخيانة بفقدان هويتنا ووجودنا.
إن الطريق إلى النهوض ليس سهلًا، لكنه يستحق الإيمان والتضحية. كلما اجتمعنا والتففنا حول قضايانا المشتركة، كلما ازددنا قوةً وعزيمة. إن إعادة أمجاد الأجداد ليست مجرد شعارات تُرفع، بل هي استحقاقات تستدعي العمل الجاد والجدية في السعي صوب تحقيق العدالة والمساواة.
لذا، يجب أن نتكاتف ونعيد بناء مجتمع متماسك يتجاوز حدود الانقسام، مجتمع يعبر عن تطلعاتنا وآمالنا في غدٍ أفضل. من المهم أن ندرك أن التغيير هو مسؤولية جماعية تتطلب منا إرادة قوية وتمسكًا بالمبادئ التي تجعلنا فاعلين.
فلنقف كأقوياء، ولنواجه كل من يحاول كسر إرادتنا. لنصن عزتنا، ولنبنِ غدًا يستحقه كل فرد في هذه المناطق. لأن الأمل، كما هو الاحتلال، يولد من رحم المعاناة، وفي قلوب الأحرار.