قلعة القارة التاريخية بيافع رُصـد تحتضن احتفال العيد التراثي والثقافي السادس 2025
محلية/الدستور الإخبارية/خاص:

يافع رُصـد – عبدالحكيم الصيعري.
في أجواءٍ مفعمةٍ بالأصالة والفرح، احتضنت قلعة القارة التاريخية، مقر سلطنة آل العفيفي في مديرية يافع رُصـد بمحافظة أبين، عصر اليوم الاثنين، فعاليات الاحتفال التراثي والثقافي السادس لعام 2025، والذي أصبح تقليداً سنوياً يُقام في رابع أيام عيد الأضحى المبارك، بحضورٍ جماهيري واسع من أبناء يافع ومختلف مناطق الجنوب.
جاء تنظيم هذا المهرجان برعاية الأمير محمد غالب العفيفي، نائب سلطان يافع، وبتنسيق مميز من اللجنة الإعلامية العليا لمهرجانات يافع برئاسة الإعلامي صالح شنظور، وبالتعاون مع اللجنة الإعلامية الخاصة بمهرجان قلعة القارة، في لوحة مشرفة عكست روح العمل الجماعي والتفاني في إبراز الموروث الثقافي اليافعي.
استُهل الحفل – الذي قدّمه الإعلامي المتألق يزيد الربيعي – بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم بصوت الإعلامي أحمد الحدي، ثم ألقى الأمير محمد غالب العفيفي كلمة ترحيبية بالحاضرين، قال فيها:
“أيها الإخوة الأعزاء وأبناء يافع الكرام، القارة كعادتها تحتفي بكم، فأنتم زينتها وتاج رأسها. نرحب بمشايخ مكاتب يافع وقادتها جميعاً، وننقل لكم تحيات السلطان نواف فضل العفيفي الذي يتابع هذا الحدث من الخارج، ويولي اهتماماً كبيراً بكل ما نقوم به من تطويرات للقارة التاريخية. لقد حرصنا هذا العام على تنفيذ عدد من الإصلاحات وتهيئة القلعة لتكون أكثر راحةً واستيعاباً للزوار، ونشكر كل من ساهم ودعم هذه الجهود بسخاء. وإن حدث تقصيرٌ في التنظيم فهو محل اهتمامنا وسيُعالج في الأعوام القادمة بإذن الله.”
وقد تميّز الحفل بتنوع فقراته التراثية التي عكست هوية يافع الأصيلة، حيث قُدّمت عروض استعراضية رائعة لعدد من الفرق الشعبية القادمة من مختلف مكاتب يافع، بمشاركة فرق من مكتب كلد، ومكتب الحد، ومكتب المفلحي، ومكتب السعدي، ومكتب اليزيدي، وأهل القارة، بالإضافة إلى فرقة براعم العمري، وقد حمل أفراد هذه الفرق البنادق والسيوف والجنابي في مشاهد مبهرة استعرضوا فيها فنون القتال التقليدية والرقصات الشعبية التي تعبّر عن الفخر بالهوية والانتماء العريق.
كما تم عرض جناح خاص تضمّن أسماء الكتب والمراجع التراثية التي تناولت تاريخ يافع وموروثها الثقافي.
كما ألقى نخبة من شعراء يافع قصائد شعرية مؤثرة، تناولت بطولات يافع ومآثرها التاريخية، ولامست وجدان الحاضرين بما حملته من دعوات لتعزيز وحدة الصف، والتمسك بالأصالة، والحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي للمنطقة. وقد جرى خلال الحفل تكريم عدد من الشعراء والفنانين المبدعين بدروع تقديرية من قبل رابطة شعراء الجنوب تقديراً لإسهاماتهم الأدبية والفنية.
واختُتمت الفعالية بحفلٍ فنيٍ تراثيٍ أحياه نخبة من فناني يافع المتميزين، من أبرزهم: الفنان ياسر السرحي، والفنان سعيد بن سعيد، والفنان عبدالاله عبدالرب اليهري، والفنان صالح المولعي، الذين أطربوا الجمهور بباقة من الأغاني الشعبية والتراثية التي استحضرت عبق الماضي الجميل وتفاعل معها الحضور بحماسة وفرح.
وأعرب العديد من الحاضرين عن سعادتهم الكبيرة بالمشاركة في هذا الحدث التراثي المهم، مشيدين بدور اللجنة المنظمة واللجنة الإعلامية التي ساهمت في إخراج المهرجان بصورة ناجحة ومشرقة، وأكدوا على ضرورة استمرار مثل هذه الفعاليات لما لها من أثر كبير في توحيد أبناء يافع وتعزيز ارتباطهم بجذورهم الثقافية والاجتماعية.
كما ألقى عبدالرؤوف الحنشي، ممثل منتدى شباب يافع، كلمة خلال الحفل قال فيها:
“اجتماعنا اليوم في هذا المهرجان ليس مجرد فعالية عابرة، بل هو تأكيد لهويتنا وترسيخ لجذورنا في ظل التحديات التي تمر بها أوطاننا ومجتمعاتنا. نحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى العودة إلى تراثنا وثقافتنا الأصيلة، والانطلاق منها نحو مستقبل مشرق ليافع وشبابها.”
حضر المهرجان عدد كبير من الشخصيات السياسية والقيادية والأكاديمية والعسكرية والأمنية، وقيادات من السلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب مشايخ يافع والشخصيات الاجتماعية، وممثلي منتدى شباب يافع ومنظمات المجتمع المدني، ونخبة من الإعلاميين ومراسلي القنوات الفضائية، ووفود من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى جمهور غفير من أبناء يافع والمناطق المجاورة.
ويُعد هذا المهرجان محطة سنوية بارزة تساهم في ترسيخ الهوية اليافعية وتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية، ويؤكد أهمية استمرار هذه الفعاليات كجسر بين الماضي والحاضر.