بنك الكريمي.. صخرة الاقتصاد اليمني التي لا تهزها شائعات برامج التواصل

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ الإعلامي محمد جلال-ناشر ورئيس تحرير صحيفة الدستور الإخبارية

“بنك الكريمي للتمّويل الأصغر الإسلامي”

نبوءة الكذب التي لا تخيف أسد الاقتصاد اليمني:

في عالم تتقاذفه الأمواج وتتكالب عليه الأزمات، تظهر أصوات نشاز تحاول أن تزرع الخوف والقلق في قلوب الناس. مؤخراً، تداول البعض على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصةً فيسبوك، شائعات مغرضة تزعم أن بنك الكريمي قد أبلغ عملائه بضرورة سحب أموالهم، مدعين أن هذا القرار يأتي نتيجةً لتعافي العملة المحلية.

هذه النبوءة، التي ليس لها أساس من الصحة، ما هي سوى محاولة يائسة لزعزعة الثقة في صرح اقتصادي شامخ، لطالما كان صامداً في وجه كل العواصف.

ذاكرة الوطن لا تنسى:

هل ينسى اليمنيون من وقف بجانبهم في أحلك الظروف؟ في عام 2015، عندما عصفت الحرب بالبلاد، وأغلقت أبواب البنوك، وشُلت الحركة الاقتصادية، كان بنك الكريمي هو الشعلة التي لم تنطفئ.

لقد كان أكثر من مجرد بنك، كان الـ. ـحـ. ـزام الأمـ. ــني الذي التف حول آلاف الأسر، وفتح أبوابه في كل المحافظات، وتوسع في خدماته المصرفية لضمان استمرار الحياة.

لم يكن هذا الصمود محض صدفة، بل كان قراراً وطنياً، وإيماناً راسخاً بالمسؤولية تجاه الشعب.

إن من وقف شامخاً في وجه دمار الحرب، لن تهزه مجرد إشاعة سخيفة أطلقتها أيادٍ مجهولة في عالم الإنترنت.

صوت العقل في وجه الأكاذيب:

إن الادعاء بأن تعافي العملة المحلية قد يدفع بنكاً إلى مطالبة عملائه بسحب أموالهم هو ادعاء سخـ ـ ـيف لا يمت للمنطق بصلة.

فتعافي العملة هو مؤشر إيجابي ينعكس على استقرار الاقتصاد ككل، ويزيد من الثقة في المؤسسات المالية، وليس العكس.

إن الشـ ـائعات التي تهدف إلى إثارة الهـ ـلع بين الناس لا تخدم إلا أجـ ـ ـندات الفوضى والمضاربة، التي لطالما كانت سبباً في تدهور الأوضاع الاقتصادية.

بنك الكريمي لم يصدر أي تحذير من هذا القبيل، بل على العكس، أكد في مناسبات عديدة أن أموال المودعين في أمان، وأن جميع العمليات المصرفية تسير بشكل طبيعي.

إن الدعوة إلى سحب الأموال هي دعوة هدامة، ولا تخدم مصالح المواطنين الذين يجدون في بنك الكريمي ملاذهم الآمن.

دعوة للتفكر والوعي:

في الختام، إن مسؤولية الحفاظ على استقرارنا الاقتصادي تقع على عاتقنا جميعاً.

وعلينا أن نتحرى الدقة قبل تداول أي معلومات، وأن نعتمد على المصادر الرسمية والموثوقة.

بنك الكريمي، الذي وقف شامخاً في وجه التحديات، يستحق منا كل الثقة والدعم، لا الشك والاتهام.

ولنتذكر دائماً أن الأكاذيب، مهما كانت مزخرفة، تتهاوى أمام الحقائق الراسخة، وأن صرحاً اقتصادياً بحجم بنك الكريمي لا يمكن أن تهزه مجرد تغريدة أو منشور يائس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى