الجنوب العربي.. بين المؤامرات الداخلية والخارجية: من هم أعداؤه الحقيقيون؟

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ جمال علي أبو علي

 

منذ فجر التاريخ، كان الجنوب العربي هدفًا للقوى الطامعة التي سعت إلى السيطرة عليه ونهب خيراته وإخضاع شعبه الحر. واليوم، وبعد عقود من الظلم والاستبداد، يقف الجنوب في مواجهة حرب شرسة تُشنّ عليه من عدة أطراف، داخليًا وخارجيًا، بهدف إجهاض حلم استعادة دولته المستقلة. لكن رغم كل المحاولات والمؤامرات، يبقى الجنوب صامدًا، عصيًّا على الكسر، شامخًا كجباله، لا يخضع ولا يركع.

 

العدو الأول: القوى الشمالية المتآمرة

 

منذ عام 1990، وخصوصًا بعد حرب 1994، لم تتوقف القوى الشمالية عن استهداف الجنوب، ليس فقط عسكريًا، ولكن أيضًا سياسيًا واقتصاديًا.

حزب الإصلاح (إخوان اليمن): رأس الأفعى الذي تآمر على الجنوب، نهب ثرواته، وزرع الفتن بين أبنائه. هذا الحزب، الذي يتخفى خلف ستار الدين، هو في الواقع مجرد أداة لتنفيذ أجندات دولية تستهدف تفتيت الجنوب وإبقائه تحت السيطرة.

بقايا نظام صنعاء: رغم سقوط نظام صالح، إلا أن أدواته لا تزال تتحرك في المشهد السياسي، تعمل على تأجيج الصراعات، وتعرقل أي خطوات لاستعادة الدولة الجنوبية.

الحوثيون: رغم أنهم خصم للحكومة الشرعية، إلا أنهم يشتركون معها في الهدف نفسه: السيطرة على الجنوب وحرمانه من استقلاله. يسعون إلى فرض مشروعهم الطائفي الفارسي، غير مدركين أن الجنوب كان وسيظل مقبرة للغزاة.

 

العدو الثاني: حكومة الشرعية اليمنية الفاسدة

تدّعي الحكومة اليمنية أنها تمثل الجنوب، لكنها في الواقع مجرد واجهة لأجندات خارجية. هذه الحكومة، التي تدار من فنادق الخارج، لا همّ لها سوى الحفاظ على مصالحها الشخصية، ولو كان الثمن استمرار معاناة الجنوبيين. تتحالف مع قوى الشمال لضرب أي تحرك جنوبي نحو الاستقلال، وتستخدم سلاح الخدمات والتجويع كوسيلة لإخضاع الشعب الجنوبي.

 

العدو الثالث: القوى الإقليمية والدولية المتواطئة

هناك دول إقليمية ودولية ترى في استقلال الجنوب تهديدًا لمصالحها، وتسعى بكل الطرق لإبقائه تحت سيطرة الشمال أو جعله ساحة للصراعات. بعض هذه الدول تدعم الحكومة اليمنية الفاسدة، وأخرى تتلاعب بالملف الجنوبي لتحقيق مكاسب سياسية، متناسية أن الجنوب لن يكون ورقة بيد أحد، ولن يسمح لأي قوة بفرض إرادتها عليه.

 

العدو الرابع: الخونة من أبناء الجنوب

في كل معركة، هناك طابور خامس، وهؤلاء الخونة الذين باعوا أنفسهم للقوى الشمالية، وارتضوا أن يكونوا أدوات بيد أعداء الجنوب، هم أخطر من أي عدو خارجي. يتآمرون من داخل المؤسسات، يحاربون المشروع الجنوبي، ويحاولون زرع اليأس في نفوس الشعب، لكن الجنوب يعرفهم، ولن يغفر لهم.

 

الجنوب.. عصي على الكسر

رغم كل هذه الأعداء والمؤامرات، فإن الجنوب العربي اليوم أقوى من أي وقت مضى، بقيادته السياسية المتمثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم بن عبدالعزيز الزبيدي حفظه الله، والذي يقود المشروع الجنوبي بكل حنكة وصلابة. كما أن الإرادة الشعبية الجنوبية تزداد قوة وثباتًا، ماضية نحو استعادة الدولة الجنوبية، غير آبهة بالمؤامرات والتحديات.

أيها الأعداء، مهما تآمرتم، ومهما حاولتم طمس هوية الجنوب، فإن الشعب الجنوبي قرر مصيره، ولن يتراجع عن استعادة دولته، ولو كره المتآمرون.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى