الرئيس العليمي: العدالة مسار دولة لا شعار عاطفة تـ ـنفـ ـيذ حـ ـكـ ـم الـ ـقـ ـتل بحق سعودي أسس تـ ـنظـ ـيمـ ـاً إرهـ ـابـ ـيـ ـاً سـ ـقـ ـوط طائرة إماراتية بعد انـ ـحـ ـرافـ ـها عن المدرج .. تفاصيل الأضـ ـرار والضـ ـحـ ـايـ ـا تحـ ـذيـ ـر أمـ ـنـ ـي .. دبلـ ـوماسـ ـيون إسـ ـرائـ ـيـ ـليـ ـون أُضيفوا إلى مجموعات واتساب تُدار م... قـ ـائـ ـد عـ ـسكـ ـري يـ ـهـ ـدد باقـ ـتحـ ـام البـ ـحث الجـ ـنـ ـائـ ـي في عدن .. آخر مستجدات عملـ... تفاصيل الجلسة الثانية للنظر في واقعة القـ ـتـ ـل في حي الطويلة بكريتر (لاتفوّت التفاصيل) مدير عام دارسعد يدشن انطلاق فعالية كرنفالية تضمنت سباق الجمال ( الهجين ) وفروسية الخيول (صور) مدير شرطة المنصورة يوضح تفاصيل الخلاف الذي وقع يوم أمس في عدن (لاتفوّت التفاصيل) المستشار ناصر اليوسفي والقيادات يطمئنون على صحة اللواء تركي بعد عودته من رحلة علاجية إلى خارج الوطن مصر: خسارة تقدر بأكثر من 9 مليار دولار خلال عام واحد بسبب عدم الاستقرار في البحر الأحمر وخليج عدن (ل...

الذكرى الثانية والستين لثورة أكتوبر المـ ـجـ ـيـ ـدة .. محطة لاستحضار الدروس والعبر

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

د. محمد سعيد الزعوري

 

بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المـ ـجـ ـيـ ـدة 1963م، حـ ـق علينا أن نقف وقفة إجلال وإكبار أمام تلك الملحمة الخالدة التي سطرها أبائنا وأجدادنا في الجنوب العربي بالإرادة والصبر والثبات والتضحـ ـيـ ـات الجسيمة، لتحقيق الاستقلال واستعادة الهوية والكرامة من بـ ـراثـ ـن الاحـ ـتـ ـلال البريطاني الذي امتد لما يزيد عن القرن ونيف.

لقد كانت جبال ردفان الشماء وشعابها مسرحا حيا تجسد فيها تلاحم فئات الشعب الجنوبي بأكمله لتفجـ ـيـ ـر ثورة تحررية حـ ـمـ ـل لـ ـواءها رجال آمنوا بالحرية.. فساروا على دربها حتى تـ ـحـ ـريـ ـر الجنوب ونيل استقلاله الـ ـنـ ـاجـ ـز في الثلاثين من نوفمبر 1967م.

إننا اليوم في ذكراها الثانية والستين، لا نستحضر حدثا تاريخيا عظيما انقضى.. وطويت صفحاته في بطون الكـ ـتـ ـب والمجلدات، بل نستلهم دروسا وعبراً.. وروحًا ثورية متجددة، وعهداً متصلا بين الأجيال لا ينضب معينه، ولا يتوقف مدده طالما وأسباب بقاءه حاضرة فينا، تتجلى في تطلعات شعب يرى فيه الملاذ الأخير للخلاص من الاحـ ـتـ ـلال الجديد والمتجدد.. عهدا يوحد الكلمة والصفوف لتصبح فعلا مستمرا لا ينقطع.. تُستدعى من خلاله كل الممكنات لإعادة بناء الروح الجنوبية على قيم الثورة وهويتها المسلوبة.. وتحديث سرديتها الحقيقية المستوحاة من أرث الأباء والأجداد الأفذاذ، واستنهاض الهمم المكبوتة.. وحشد الطاقات للسير في خطا ثابتة للخلاص من الأسـ ـر والفكاك من أغـ ـلال الخـ ـطيـ ـئـ ـة التاريخية بحق شعبنا المكافح.

إننا وبعد عقدين من الجـ ـور والقـ ـهـ ـر والحرمان والاغتراب – وحدة الشـ ـؤم – مازلنا نلوك الذكرى بمرارة الـ ـفـ ـقـ ـد ولـ ـسـ ـعـ ـة الـ ـوجـ ـع والحنين مكاسبا وطنية حـ ـقـ ـقـ ـتـ ـهـ ـا ذات يوم دولتنا الفتية، فنال الناس بمختلف فئاتهم ومشاربهم الفكرية والثقافية حضهم من الخدمات المـ ـجـ ـانـ ـيـ ـة كالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية للمرأة والاطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، ووفرت الدولة الوظائف وفرص العمل للشباب في مؤسسات الدولة العامة والمختلطة والقطاع الخاص، وساد الأمـ ـن والأمـ ـان والعدل في كل ربوع الوطن الحبيب، وبنيت المؤسسات والمنشأءات والمصانع والمزارع.. وتكامل الجميع على صعيد واحد ليبنوا بلدا حرا كريما على أنقاض قـ ـرن ونيف من الاحـ ـتـ ـلال البـ ـغـ ـيـ ـض ليغدوا في وقت قصير أمة بارزة بين الأمم.. وها نحن اليوم نستجر الماضي ونستعيد استحضار مكونات الصورة المفككة بـ ـحـ ـمـ ـل ثـ ـقـ ـيـ ـل من الـ ـحـ ـسـ ـرة وتأنيب الضمير لـ ـضـ ـيـ ـاع ثورة ومنجزاتها ” بـ ـجـ ـرة ” قـ ـلـ ـم مرتجلة مبهمة غامضة غيرت مسار التاريخ والأحداث.. وعصفت بشعبٍ ودولته ومكتسباته الى عـ ـالـ ـم المجهول.. في زمن توشح السواد ساقت ملامحة الغريبة رياح الـ ـفـ ـكـ ـر القومي المؤدلج العابر للحدود، فـ ـتـ ـلاشـ ـى الـ ـحـ ـلـ ـم وحلت المـ ـأسـ ـاة وتـ ـراجـ ـيـ ـديـ ـا الـ ـضـ ـيـ ـاع المـ ـريـ ـر.

واليوم ونحن نقف على أعتاب مرحلة فارقة في تاريخنا المعاصر يـ ـحـ ـتـ ـم علينا أن نكون عند مستوى التحدي لـ ـخـ ـوض غـ ـمـ ـار المستحيل بلا تـ ـردد، نستلهم من ذكرى ثورتنا المباركة قيم المقاومة والـ ـجـ ـهـ ـاد التي خاضها شعبنا منذ فجر الثورة حتى نيل الاستقلال الأول.. ونحافظ على ما تبقى من إرثها الخالد.. فالـ ـحـ ـريـ ـة لم تـ ـهـ ـدَ يوما على طـ ـبـ ـق من ذهب بالتمني والاحلام، بل تـ ـنـ ـتـ ـزع بالإرادة الواعية المستندة لقوة الحـ ـق من بين أنـ ـيـ ـاب الـ ـظـ ـلـ ـم والاسـ ـتـ ـبـ ـداد، وفي درب حريته دفـ ـع شعبنا ثمنا بـ ـاهـ ـظـ ـا من الـ ـد مـ ـاء الـ ـز كـ ـيـ ـة التي روت تراب الجنوب العربي طولا وعرضا حتى اليوم..

نتذكر إن شعبنا قدم آلاف الـ ـشـ ـهـ ـداء والـ ـجـ ـر حـ ـى والمعاقين، فداءً للوطن، وما زال يقدم كل يوم قـ ـوافـ ـل من الـ ـشـ ـهـ ـداء في مـ ـحـ ـراب حريته.. وكـ ـل قـ ـطـ ـرة د م أ ريـ ـقـ ـت وتـ ـر اق على ثـ ـر ى الجنوب لهي مشعل نور يضيء ملامح مستقبل حريتنا حتى إنـ ـهـ ـاء الاحـ ـتـ ـلال وإعلان دولة الجنوب العربي الفيدرالية المستقلة على كامل التراب الوطني الجنوبي.

إن استحضار وإحياء مآثر ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المـ ـجـ ـيـ ـدة سنويا ليس للاستعراض والتغني العابر فحسب، بل هي وقفة للتأمل واستخلاص العبر.. بأن وحدة الصف وقوة الإرادة هما سـ ـلاح الشعوب في مـ ـعـ ـارك المـ ـصـ ـيـ ـر.. فقد انتصر أباءنا لأنهم كانوا جسدا واحدا.. جـ ـعـ ـلـ ـوا الكرامة أغلى من الـ ـحـ ـيـ ـاة.. وفضلوا المـ ـوت مرفوعي الراس منتصبي القامة على أن يعيشوا حياتهم راكـ ـعـ ـيـ ـن.. ” وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تـ ـؤخـ ـذ الدنيا غـ ـلابـ ـا “.

فليكن احتفاؤنا بالذكرى الثانية والستين تـ ـجـ ـديـ ـدًا للعهد، عهد الـ ـولاء للوطن، والـ ـوفـ ـاء للـ ـشـ ـهـ ـداء، والعمل الـ ـد ؤ وب لـ ـبـ ـنـ ـاء غد أفضل يجسد قيم الثورة الخالدة.. قيم الحرية، والعدالة، والكرامة الإنسانية، وتأكيد استمرار المشروع الـ ـتـ ـحـ ـرري الجنوبي.. وتـ ـجـ ـديـ ـد وحدة الهدف الجنوبي في استعادة الدولة بكامل سيادتها على حدودها التاريخية قبل العام 1990م تحت راية الجنوب العربي، وبقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي المظلة السياسية الجامعة لشعب الجنوب من المهرة شرقا الى باب المندب غربا.

تـ ـحـ ـيـ ـة إكبار وإجلال لأرواح شـ ـهـ ـداء ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة.. وشـ ـهـ ـداء الحراك السلمي الجنوبي والمقاومة الجنوبية الباسلة التي أفـ ـشـ ـلـ ـت المشروع الفارسي في المنطقة، وتطهير الأرض الجنوبية من د نـ ـس الـ ـغـ ـز و الـ ـحـ ـوثـ ـي ومـ ـيـ ـلـ ـيـ ـشـ ـيـ ـاته الإر هـ ـا بـ ـيـ ـة..

لـ ـنـ ـجـ ـعـ ـل هذا اليوم مـ ـنـ ـصـ ـة لـ ـنـ ـقـ ـل الصورة الـ ـحـ ـضـ ـاريـ ـة للرأي العام الاقليمي والدولي وتأكيد وحدة الصف الوطني الجنوبي.. ور فـ ـض مـ ـشـ ـار يـ ـع الـ ـهـ ـيـ ـمـ ـنـ ـة والـ ـتـ ـقـ ـسـ ـيـ ـم وإ ذ كـ ـاء الـ ـصـ ـر اعـ ـات الـ ـد اخـ ـلـ ـيـ ـة.. ومـ ـخـ ـاطـ ـبـ ـة الـ ـعـ ـالـ ـم الـ ـحـ ـر لـ ـلـ ـو قـ ـو ف الى جانب مطالب الشعب الجنوبي وحـ ـقـ ـه في الحرية ونيل الاستقلال وتقرير مصيره ليعيش بـ ـأ مـ ـن وكـ ـرامـ ـة أسوة ببقية شعوب العالم.

الرحمة والخلود لـ ـشـ ـهـ ـدائـ ـنـ ـا الأبرار.. الحرية والاستقلال لشعبنا الجنوبي

وثورة.. ثورة حتى النصر

وكل عام وشعبنا الجنوبي بألف خير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى