ترامب يواجه معارضة لاختيار وزراء مثيرين للجدل في حكومته

أمريكا/الدستور الإخبارية/خاص:

منذ إعلان دونالد ترامب عن تشكيل حكومته الجديدة بعد فوزه في الانتخابات، قوبلت هذه التعيينات بانتقادات شديدة من قبل معارضيه، حيث يرى المنتقدون أنها مجموعة من الأشخاص الذين يفتقرون إلى الكفاءة ويحملون مواقف وقرارات مشكوك فيها، بينما يرى مؤيدو ترامب صورة مغايرة تمامًا، واصفين إياهم بأنهم «منشقون» جاؤوا لزعزعة استقرار النظام الراهن في واشنطن وتحقيق وعود ترامب بخصوص «تجفيف المستنقع».

وطبقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم الأحد، تتراوح ردود فعل مؤيدي ترامب بين التفاؤل والحماس بشأن شخصيات كُشف عنها على مدى الأسبوع، وتصف إيلين مارغوليس، وهي مالكة مشروع تجاري في فلوريدا، الحكومة الجديدة بأنها «تحفة فنية»، مشبهة إياها بلوحة من أعمال بيكاسو، في حين يرى آخرون مثل جوآن وورويك، التي كانت ديمقراطية سابقًا من ديترويت، أن التعيينات الجديدة «تحالف عبقري».

انقسام بين منتقدي ترامب ومؤيديه

بينما يشعر الديمقراطيون، وحتى بعض الجمهوريين، بالقلق إزاء اختيار هذه الشخصيات لعدم امتلاكها الخبرة الكافية واحتمال تسببهم في مشكلات كبيرة، يرى مؤيدو ترامب هؤلاء الوزراء منشقين ومصلحين، جاؤوا لتنفيذ وعود ترامب في إصلاح العاصمة، فعلى سبيل المثال، يرى مؤيدو ترامب في روبرت إف كينيدي الابن، المرشح لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، أنه داعية يبحث عن حلول جديدة للأمراض المزمنة، وعلى الرغم من اتهامه بنشر نظريات مؤامرة عن اللقاحات والفلورايد، يصفه مؤيدوه بأنه يحارب من أجل التغيير.

ومثل كينيدي، يعد مات جايتز، المرشح لمنصب المدعي العام، شخصية مثيرة للجدل، حيث إنه متورط في تحقيقات أخلاقية تتعلق بعلاقته المحتملة مع قاصر، لكن أنصار ترامب يتغاضون عن هذه القضايا ويرون فيه شخصًا مستعدًا لمعاقبة الديمقراطيين الذين سعوا لمحاكمة ترامب، وترى ميرييل ماكولوم، من مونتانا، أن الوزراء الجدد أشخاص غرباء عن واشنطن، وتعد تعييناتهم خطوة جريئة للتغيير، قائلة: «ما قمنا به في الماضي لم يكن مجديًا».

تحفظات على بعض الشخصيات

وعلى الرغم من التأييد القوي لترشيحات ترامب، فقد عبر بعض المؤيدين عن تحفظاتهم بشأن بعض الأسماء، إذ يعتقد البعض أن ترشيح جايتز قد يمثل عائقًا في جلسات الاستماع للترشيحات، ويخشى آخرون من عدم شمولية التعيينات للمزيد من الشخصيات المعارضة للمؤسسة التقليدية في واشنطن.

ومن بين أبرز الشخصيات المثيرة للجدل، كان كينيدي الذي أشعل ترشيحه نقاشات واسعة، فعلى الرغم من تحذيرات خبراء الصحة من تصريحاته غير المستندة إلى حقائق عن اللقاحات، يدعمه العديد من مؤيدي ترامب الذين يرون فيه حليفًا في مواجهة السياسات الصحية التقليدية، ويُثني دايفيد دولار، مقاول من ولاية نورث كارولاينا، على جهود كينيدي في معالجة قضايا مرتبطة بالزراعة والأغذية والتي يعتقد أنها تتسبب في تفشي الأمراض المزمنة والسمنة.

وما زالت قضية اللقاحات تمثل موضوعًا حساسًا لدى أنصار ترامب، حيث يرون في مواقف كينيدي حافزًا لهم بعد أن عانوا من تداعيات سياسات الإغلاق في أثناء جائحة كورونا، وعلى الرغم من أن ترامب كان الرئيس خلال بداية الجائحة، فإن العديد منهم يلقون باللوم على الرئيس بايدن بسبب السياسات المترتبة على الجائحة، ما يجعلهم ينظرون بارتياح إلى مواقف كينيدي التي تتحدى المؤسسات الصحية التقليدية.

أما بالنسبة إلى تعيين جايتز، فتبدو ردود الفعل مختلطة، إذ ترى دونا هوتز، من أوهايو، أن اتهامات جايتز كانت جزءًا من حملة تشويه، وتعتقد أن نجاحه في هذا المنصب سيمثل تحديًا كبيرًا لخصوم ترامب، وتقول إن معارضة وسائل الإعلام لترشيحات ترامب دليل على خوف المؤسسة التقليدية من تغيير النظام.

وبعض المؤيدين عبروا عن قلقهم من تأثير حكومة ترامب الجديدة على السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الساخنة مثل الصراع في أوكرانيا وغزة، ويرى كول غراهام، من أريزونا، أن بعض الشخصيات مثل ماركو روبيو، الذي رُشح لوزارة الخارجية، وبِيت هيجسيت، المرشح لوزارة الدفاع، يتمتعون بمواقف عدوانية قد تزيد من تعقيد الأوضاع الدولية بدلا من العمل على تهدئتها.

وعلى جانب آخر، يبرز وجود تيار مؤيد لترامب من المسلمين الأمريكيين، الذين يرفضون السياسات الحالية التي يعدونها منحازة لإسرائيل، وأحد هؤلاء المؤيدين هو خالد صفوري، الذي يرى في ترشيح روبيو تهديدًا لأنه معروف بتأييده غير المحدود لإسرائيل، لكنه في الوقت نفسه يثق بأن ترامب قد يكون قادرًا على كبح جماح الحرب إذا التزم بوعوده.

وفي هذا السياق، أبدى سام العسري، رئيس منظمة سياسية يمنية في ميشيغان، دعمه لترامب قائلا إنه مستعد لإعطائه الفرصة. وعلى الرغم من قلقه من بعض الترشيحات مثل إليز ستيفانيك كسفيرة للأمم المتحدة ومايك هاكبي كسفير لإسرائيل، فإنه يظل متمسكًا بثقته في رؤية ترامب للسياسة الخارجية.

تأثير الترشيحات الجديدة

وعلى الرغم من الآراء المتباينة عن الشخصيات المختارة، يتفق العديد من مؤيدي ترامب على أن تشكيل الحكومة يمثل خطوة جريئة قد تؤدي إلى تغيير كبير في واشنطن، سواء كان للأفضل أو للأسوأ، بعضهم، مثل المحامي برايان كوزلوفسكي، يعد هذه التعيينات محققة لمطلب «تجفيف المستنقع»، حيث يقول: «هذا ما يصدم البعض، قد يكون الأمر يحدث بالفعل».

ويظل السؤال مفتوحًا عن قدرة ترامب على تحقيق تغيير ملموس عبر هذه الشخصيات المثيرة للجدل، حيث يرى أنصاره أن النجاح سيعتمد على تنفيذ السياسات بشكل فعَّال وسريع، بينما يخشى البعض الآخر من أن تبقى هذه التعيينات مجرد رموز مثيرة للجدل دون تغيير فعلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى