أديب العيسي: عندما تكون المبادئ الوطنية أغلى من المصالح الشخصية
مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

مقالــ🖋بقلم/ محمد مصطفى
قليلًا ما نجد أشخاصًا مبادئهم الوطنية راسخة، وأهدافهم الوطنية سامية، يُحمِّلون أنفسهم مسؤولية نهضة الوطن وبنائه وهم ليسوا مجبرين على ذلك.
ومن خلال متابعتي لشخصية معروفة ومحبوبة، وهي للمناضل البطل أديب العيسي، وجدت فيه هذه الصفات وأكثر، وجدته قد كرّس سنوات من حياته لصالح الوطن وأبناء شعبه، من نضال وكفاح وتضحيات وعطاء.
تاريخه يشهد أنه ذو انتماء وطني كبير، ويحمل رسالة وطنية سامية بعيدة عن مصالحه الشخصية، بل على العكس، هي عبء على مصالحه الشخصية، ولكنه لم يبالِ بذلك، ولم يختر الطريق الذي يستطيع أن يحقق منه الكثير من مصالحه.
وإن جئنا إلى التضحيات، فقد قدّم هذا البطل الكثير من التضحيات لأجل حرية الوطن الجنوبي وتعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية، وقدّم الكثير من المواقف التي عملت على إصلاح ذات البين بين أبناء الجنوب.
لم أجده في طريق يؤدي في نهايته إلى مصالح خاصة، وإنما جميع مساعيه هي على طرق وعرة، ولكنها تؤدي إلى مصلحة الوطن وأبنائه.
عندما أنفرد بالتفكير في هذا البطل وهذه الشخصية، أتعجب كثيرًا وأقول في نفسي: كيف يمكن لشخص ما أن يكون بهذه الدرجة من الإخلاص والوفاء لوطنه، حتى إنه فضّله على مصالحه الشخصية؟ وكيف لهذا الرجل أن يستمر على مبادئه وأهدافه الوطنية، رغم تعرضه للتنكيل والحبس ومحاولات الاغتيال؟ فعلًا، هذه الشخصيات يجب أن تُكرّم وتُقدّر وتُحترم، وأن يكون لها دور في قيادة الوطن، هذه الشخصيات سيكون لها دور فعال في نهضة الوطن وبنائه وازدهاره إذا فُتِح لها المجال لتولي زمام الأمور.
المناضل أديب العيسي شخصية استثنائية وفريدة، ماضيه وحاضره المشرّفان يجعلانك في حيرة بأنه لا يزال هناك رجال وطنيون مستعدون لتقديم كل ما لديهم من إمكانيات لصالح وطنهم دون البحث عن مصالح شخصية.
لا تعتقد عزيزي القارئ أني بهذا المنشور قد أعطيت هذه الهامة الوطنية الكبيرة حقها الكامل، لا إطلاقًا، ولكن هذه بضع أشياء لمستها من خلال متابعتي له منذ زمن طويل.
حفظ الله لنا هذه الشخصيات العظيمة وكثّر من أمثالهم، وجعلنا من السالكين على دربهم.