نايل العمادي يكتب.. من أبو رغال الأول إلى ألف أبو رغال في اليمن!

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ نايل عارف العمادي

 

في زمن طغت فيه المصالح على المبادئ، لم يعد من الصعب أن تجد أبا رغال في كل زاوية سياسية أو على كل طاولة تفاوض. نعم، أبو رغال، ذاك الاسم الذي ورثه التاريخ العربي كرمز للخـ. ـيـ. ـانـ. ـة والـ. ـعـ. ـمـ. ـالـ. ـة، أصبح اليوم لقبًا شائعًا يتقاسمه كثيرون في الساحة اليمنية طواعية أو طمعًا!

أبو رغال لمن لا يعرفه هو الرجل الذي بـ. ـاع قومه مقابل وظيفة مرشد لجـ. ـيـ. ـش أبرهة، حين دلّ الأحباش على طريق الكعبة بعد أن رفض كل شريفٍ أن يتورط في جـ. ـريـ. ـمـ. ـة بهذا الحجم. فاستحق أن يُرجم قبره بالحجارة قرنًا بعد قرن عقابًا على خـ. ـيـ. ـانـ. ـتـ. ـه.

واليوم في اليمن، لو أعدنا إحياء شعيرة رجم أبي رغال لأصبحت الأحجار عملة نادرة! فعدد من خـ. ـانـ. ـوا وطنهم وتحولوا إلى أدلّاء سياسيين وعرّابي صفقات ومروّجي أجندات تجاوز عددهم قدرة الطبيعة على إنتاج الصخور!

في كل صفقة مـ. ـشـ. ـبـ. ـوهـ. ـة، في كل اتفاق يـ. ـبـ. ـيـ. ـع الأرض مقابل كرسي أو بـ. ـنـ. ـدقـ. ـيـ. ـة مقابل منصب، تجد أبا رغال يبتسم في الخلفية. منهم من يحمل رتبة ومنهم من يحمل حقيبة ومنهم من يرتدي بدلة ويجلس على شاشات التلفزة لـ. ـيـ. ـبـ. ـرر خـ. ـيـ. ـانـ. ـتـ. ـه تحت اسم “رؤية وطنية”.

نعم، لقد تغيّر الزمان فـ أبو رغال اليوم لا يُرجم بل يُكافأ ويُمنح منصبًا وسلطة وربما يُسافر في بعثة خارجية ليمثل اليمن!

والسؤال الصعب:

كم أبو رغال يعيش بيننا اليوم؟

الأرجح أن الإجابة لن تسعها كل مقالات الرأي ولا كل صفحات التاريخ إن لم نُوقف سيل الخـ. ـيـ. ـانـ. ـة بشجاعة قبل أن يتحول الوطن كله إلى مزار سياحي لفلـ.ول الـ. ـخـ. ـونـ. ـة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى