أذربيجان: هل ستكون عائق كبير أمام إيران أم طرف غريم لأحقاد سابقة؟ أم أنها ستتحفظ بحق الجوار؟ (التفاصيل ستوضح ذلك)
عالمية/الدستور الإخبارية/خاص:

تاريخ من التوتر بين طهران و أذربيجان
شهدت العلاقات بين طهران و أذربيجان توترات عديدة على مدى السنوات الماضية، شملت اعتقال أفراد على الحدود، هجوم على بعثات دبلوماسية، واعتقال عملاء.
وفي أكتوبر 2022، أجرت إيران تدريبين عسكريين كبيرين قرب الحدود مع أذربيجان، واعتبرت أنها “إشعار مناسب” لجارتها الشمالية.
وفي نوفمبر من نفس العام، اعتقلت السلطات الأذربيجانية 19 شخصاً بتهمة تلقي تدريبات من قبل إيران لتنفيذ عمليات في أذربيجان. وتكررت هذه الاعتقالات في سنوات لاحقة بتهم مشابهة.
إلا أن العلاقات ساءت أكثر في يناير 2023، بعد تعرض سفارة أذربيجان في طهران لهجوم مسلح، قتل أحد موظفيها وأصاب اثنين آخرين، لتقوم باكو بإغلاق سفارتها وإخلاء موظفيها، ولم تبق سوى على القنصلية العامة في تبريز.
وبحسب تقرير لموقع “إيران إنترناشيونال”، وصل التوتر بين البلدين إلى حد أن الحرس الثوري الإيراني حشد في بعض الأحيان مقاتليه على الحدود مع أذربيجان. إذ لطالما توجست طهران من التعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل، التي تعد مزوداً مهماً للأسلحة لباكو، وتساورها الظنون بأن تل أبيب قد تستخدم الأراضي الأذرية للتحرك ضدها.
وأشار سعيد شاوردي لـ”الشرق” إلى أن إيران “اعتقلت عدداً من الجواسيس الذين اعترفوا بتلقي تدريبات في أذربيجان على يد عناصر تابعة للموساد، بهدف تنفيذ هجمات وأعمال تجسس داخل إيران”.
وأضاف: “سبق أن ادّعت إسرائيل حصولها على وثائق نووية إيرانية تم تهريبها عبر الأراضي الأذربيجانية، رغم نفي كل من طهران وباكو لهذه المزاعم”.
كما تطرق شاوردي إلى حادثة سقوط طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي العام الماضي، والتي وقعت عقب لقائه مع نظيره الأذربيجاني إلهام عليف وافتتاح سد مشترك. وأضاف أنه “رغم غياب اتهامات رسمية، ربطت بعض الأوساط الإعلامية في إيران بين الحادثة وفرضية وجود تشويش إلكتروني في المنطقة الحدودية”.
مع ذلك، يرى المحلل السياسي الإيراني أن العلاقات بين إيران وأذربيجان لا تزال مستقرة نسبياً، والخلافات محكومة بسقف سياسي، مشيراً إلى أن الطرفين “يدركان حاجتهما لبعضهما البعض، ومن المرجح أن تستمر في التعاون الاقتصادي والأمني المشترك بما يخدم المصالح المشتركة”.
من بين المسائل الخلافية مع أذربيجان أيضاً، اعتراض إيران على إقامة ممر “زنجازور” الذي من شأنه منح أذربيجان حرية الوصول دون عوائق إلى جمهورية ناخجوان المتمتعة بالحكم الذاتي عبر مقاطعة سيونيك في أرمينيا، ما يعني أيضاً ربط تركيا عبر أذربيجان ببقية الدول الناطقة بالتركية. إلا أن إيران ترى أن هذا الممر يُهدد حدودها التاريخية مع أرمينيا، حليفتها في المنطقة.
وأوضح شاوردي أن “قطع هذا الاتصال الجغرافي (مع أرمينيا) قد يخنق تواصل إيران مع القوقاز وآسيا الوسطى”. وتابع: “رغم توقف تنفيذ المشروع فعلياً، لكن طهران تعتبر هذا الملف حساساً للغاية”.