زلة طيار تتسبب في حريق هائل وتُغلق مطاراً كاملاً
متابعات/الدستور الاخبارية

أشعلت لحظة سهو بسيطة من مساعد طيار في الخطوط الجوية البريطانية حريقاً في طائرة من طراز بوينغ 777 كانت تستعد للإقلاع من مطار غاتويك باتجاه فانكوفر، مما أدى إلى حالة طوارئ على المدرج، وإغلاق مؤقت للمطار، وتسبّب في تحويل مسار عشرات الرحلات الجوية وتعطيل الآلاف من المسافرين.
التفاصيل الجديدة التي تم كشفها عن ملابسات الحادث، الذي وقع في 28 يونيو (حزيران) من العام الماضي، أوضحت أنه عندما قام مساعد الطيار، عن طريق الخطأ، بسحب ذراع الدفع باستخدام يده اليُمنى بدلًا من اليسرى، أدى ذلك إلى تقليل قوة الدفع بشكل مفاجئ خلال لحظة الإقلاع، وتسبب في احتكاك شديد في المكابح أدى إلى اشتعال النيران في عجلات الطائرة اليمنى.
وبحسب تقرير حديث لصحيفة “دايلي ميل”، فقد وصلت سرعة الطائرة إلى أكثر من 190 ميلاً في الساعة (حوالي 305 كم/ساعة) قبل أن يُضطر الطيار إلى تنفيذ توقّف طارئ عالي السرعة، لتفادي كارثة كانت وشيكة.
ووفقاً لتقرير فرع التحقيقات في الحوادث الجوية البريطاني (AAIB)، فإن الحادث نتج عن “لحظة سهو وزلة غير مقصودة”، حيث كانت التعليمات تقضي بأن يستخدم الطيار يده اليسرى أثناء الإقلاع لتعديل قوة الدفع، بينما يستخدم اليمنى لسحب عصا القيادة، إلا أن مساعد الطيار، الذي كان قد عاد مؤخراً من إجازة سنوية، اختلط عليه الأمر بين اليمين واليسار.
المفاجئ في الأمر أن الطيار كان يتمتع بخبرة طويلة تجاوزت 6000 ساعة طيران، وأفاد في التحقيقات أنه كان يشعر بأنه “مرتاح ومرتب الذهن”، ولم يتمكن من تفسير الخطأ الذي وقع فيه، قائلاً إنه فوجئ بما فعله.
وأضاف التقرير أن الحريق الذي اندلع في عجلات الهبوط الرئيسية اليمنى استدعى تدخل فرق الإطفاء بالمطار، والتي سارعت إلى إخماد النيران فور توقف الطائرة. ولم تُسجّل أي إصابات بين الركاب الـ334 أو أفراد الطاقم الـ13 على متن الرحلة، لكن نتيجة للحادث تم تحويل ما لا يقل عن 12 رحلة جوية.
أيضاً فيديو التُقط من داخل الطائرة أظهر تحرّك عربات الإطفاء بسرعة نحو الطائرة المتوقفة بعد إلغاء الإقلاع، في وقت أعلنت فيه إدارة المطار أن الإقلاع قد تم إلغاؤه “بسبب ارتفاع حرارة المكابح”، وأكدت أن سلامة الركاب هي الأولوية القصوى
وفي بيان لها، قالت الخطوط الجوية البريطانية: “اتخذ طاقم القيادة قراراً احترازياً بإلغاء الإقلاع بسبب مشكلة تقنية.. سلامة الركاب دائماً على رأس أولوياتنا، ونعتذر للمسافرين عن الإزعاج الذي تسبّب فيه الحادث”.
ورغم أن المدرج عاد للعمل لاحقاً بشكل طبيعي، إلا أن هذا الحادث أعاد فتح النقاش حول أهمية الانتباه والجاهزية الذهنية حتى في أبسط الحركات داخل قمرة القيادة بالطائرات، خصوصاً في لحظات حرجة مثل الإقلاع.