فضيلة الخوار !

[ad_1]

عبدالله أطويل

عند تصفح معاجم اللغة ومفاخدها بحثا عن تعريف لمصطح حوار، ستدرك أنه نشاط عقلي ولفظي، أي أنه بمعنى من المعاني كلامي. يتم بين طرفين من أجل الوصول إلى حل أو تسوية خلاف معين او مكعب. لكن ما إن يمتلك أحد الطرفين المتحاورين ميكانيزمات تطويع الكلام وقلب المفاهيم ورجها رجا، قصد توليد قيصري لمفاهيم جديدة، فالأمر هنا يتحول إلى سفسطة، وهي بالمناسبة مدرسة كلامية ظهرت إبان سياق زمني معين. فكانت في أحايين كثيرة هذفها الدفاع بالاحاجيج اللَّغوية -من اللغو- عن الأباطيل وتحويل التراهات والأراجيف والبهتان ولغو الأكاذيب ولغو القول وفارغ الكلام إلى شبه حقائق قادرة على السريان وفق سياق معين. أو في أحيان أخرى من أجل تسويد الأبيض ليس إلا.
سبب استهلالنا هذا، هو السياق الذي يعيشه التعليم العمومي منذ أكثر من خمسة أسابيع، والذي لا يحتاج تذكير منا، نذكر فقط بعض مما تمخض عنه من أفعال ردور أفعال من قبيل المثال لا الحصر، دعوة من الوزارة للحوار، قوبلت ببيانات من النقابات ترفض الدعوة لسقوط جدول الأعمال منها. ثم تلته دعوة من رئيس الحكومة للنقابات نفسها.
الهذف من الدعوة حسب ما قيل هو الجلوس إلى -على- طاولة الحوار. رغم أن النظام الاساسي المفترى بشأنه جاء وليداً مشوها لحمل دام شهرين من الممارسات الحوارية. أزيد من 21 جلسة حوار شمسية وليس قمرية، وما ترافقه من إهدار زمني وعيني، ولد لنا جرواً لقيطا ما إن عوى حتى صدر الاحتقان من كل حدب وصوب لكل المؤسسات التعليمية. اليوم في ظل هذا الاحتقان ها نحن نعلق آمالنا في جلسة أخرى من الحوار، من أجل التجويد، وفي رواية أخرى من أجل تمطيط الزمن.
قيل عن الحوار أنه كان حوارا اجتماعياً حتى أصبحت له طاولة تحتها بساط، إلى أن سقطت سهوا نقطة من حمامة زاجلة على خائه فأضحى غير ذلك.
إذا التقا متحاوران فانصب من سبق.

[ad_2]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى