“حرب المواهب”.. معاناة شركة أبل (Apple)، شاهد التفاصيل!

عالمية/الدستور الإخبارية/خاص:

“شركة أبل (Apple)، وحرب المواهب”

 

تعاني شركة أبل من هجرة متزايدة لخبراء الذكاء الاصطناعي لديها لصالح شركات منافسة منذ بداية العام الجاري، ما يجعلها من أكثر الشركات تضرراً في وادي السيليكون ضمن ما يُعرف بـ”حرب المواهب” المحتدمة في هذا القطاع التقني المتسارع، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وشملت الهجرة الجماعية التي شهدها فريق الذكاء الاصطناعي في أبل خلال الأشهر الماضية، عدداً من كبار الباحثين الذين انتقلوا للعمل مع شركات رائدة مثل ميتا، وOpenAI، وxAI، وCohere وغيرها.

ومن أبرز هذه التحركات انضمام كبير مهندسي نماذج الذكاء الاصطناعي في أبل رومينج بانج، إلى شركة ميتا في يوليو الماضي، بعد عرض مالي ضخم من الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج بلغ 200 مليون دولار.

وشملت قائمة المغادرين هذا العام عدداً من الأسماء البارزة من بينهم: براندون ماكنزي ودين أنج ياب اللذين انضما إلى OpenAI، وليوتونج زو الذي التحق بصفوف الناشئة Cohere، بالإضافة إلى عدد من الأسماء التي استقطبتها ميتا مباشرة، من بينهم مارك لي، وتوم جونتر، وبوين زانج، وشوانج ما، إلى جانب التحاق فلوريس ويرز بشركة ناشئة تعمل حالياً في سرية تامة دون الإعلان عن طبيعتها.

يُذكر أن عدداً من هؤلاء الباحثين كانوا قد ساهموا في إعداد أوراق بحثية متخصصة في نماذج الذكاء الاصطناعي، أصدرتها أبل العام الماضي، ما يبرز عمق تأثير مغادرتهم على قدرات الشركة.

كوادر محدودة

ويتكون الفريق الأساسي المسؤول عن تطوير النماذج التأسيسية داخل أبل من نحو 50 إلى 60 شخصاً فقط، ما يجعل أي خروج من صفوفه بمثابة خسارة مؤثرة للشركة في سياق تنافسي شديد الحساسية.

وبحسب “فاينانشيال تايمز”، تُعد هذه الموجة انعكاساً لـ”أزمة ثقة” داخل الشركة فيما يخص مستقبلها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال آرون ساينز، من شركة التوظيف Razoroo، أن الشركات باتت تنظر إلى المواهب النادرة في مجال النماذج التأسيسية على أنها أصول استراتيجية لا تقل قيمة عن الملكية الفكرية أو حتى وحدات أعمال بأكملها.

وأضاف ساينز أن “عدد الأفراد حول العالم الذين يمتلكون خبرة حقيقية في تطوير النماذج التأسيسية لا يتجاوز 2000 شخص، وربما لا يصل إلى 1000، ما يجعل استقطابهم هدفاً بالغ الأهمية لدى كبرى شركات التكنولوجيا التي تسعى لتعزيز تنافسيتها في هذه الساحة”.

وتتزامن هذه الأزمة الداخلية مع صعوبات تواجهها أبل في إعادة تطوير مساعدها الصوتي “سيري” (Siri)، عبر دمجه بنماذج لغوية كبيرة (LLMs).

وبالرغم من أن الشركة كانت قد كشفت العام الماضي في مؤتمر المطورين (WWDC) عن نسخة جديدة من Siri تشبه أنظمة الدردشة الحديثة، ضمن مجموعة ميزات أطلقت عليها اسم Apple Intelligence، إلا أن هذه النسخة لم تُطلق حتى الآن، ما أثار علامات استفهام حول جدية Apple في هذا المجال.

وتشير تقارير إلى أن أبل أنشأت مراكز بحثية في مدينة زيورخ السويسرية، حيث يعمل مهندسوها على تطوير بنية برمجية جديدة بالكامل لمساعد Siri، تعتمد بشكل كلي على نموذج أحادي (Monolithic Model) مبني على محرك نماذج لغوية كبيرة، ما يمثل تحولاً جوهرياً عن البنية الحالية “الهجينة” التي أصبحت مجزأة ومعقدة نتيجة التراكم التدريجي للميزات المختلفة على مر السنين

وتهدف البنية الجديدة إلى جعل Siri أكثر قدرة على إجراء محادثات طبيعية، وتحسين قدرتها على فهم المعلومات وتحليلها وتوليد استجابات دقيقة بناءً على السياق.

والتقى الرئيس التنفيذي لـ”أبل” تيم كوك بموظفي الشركة في مقرها الرئيسي بمدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، حيث استعرض الرؤية المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأكد كوك أنه “كان هناك حاسوب شخصي قبل جهاز ماك، وهاتف ذكي قبل آيفون، وأجهزة لوحية قبل آيباد، ومشغل MP3 قبل آيبود.. لكن أبل هي من ابتكرت النسخ الحديثة من تلك الفئات، وهكذا أشعر حيال الذكاء الاصطناعي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى