كيف يمكن أن يضر تعدد المهام بصحة دماغك على المدى الطويل وفقا للدراسات؟

الدستور الاخبارية|خاص

أصبح تعدد المهام أمرًا طبيعيًا في عالمنا اليوم بداية من التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني أثناء الاجتماعات، وكتابة الرسائل أثناء إعداد العشاء، وصولًا إلى تحضير الأطفال للمدارس، يعتبر كل ذلك روتينًا مرهقًا وطريقًا لحياة ناجحة، ولكن تحت هذا الانشغال، تشير الدراسات إلى أن تعدد المهام، وخاصةً التبديل المتكرر بين المهام واستخدام الوسائط المتعددة، قد يسبب العديد من الآثار النفسية السلبية.

هل يمكن أن يؤثر تعدد المهام سلباً على صحة دماغك؟
أظهرت الدراسات التي أُجريت على مدى سنوات طويلة أن أهم نتيجة واضحة هي أن الانتقال من مهمة إلى أخرى (أو ما يُعرف بالتبديل بين المهام) يُسبب تباطؤًا في الأداء وزيادة في الأخطاء.
ووفقًا لتقرير نشر في موقع Onlymyhealth، فإن عقل الإنسان يحتاج إلى وقت وجهد إضافي عندما يترك مهمة ويبدأ بأخرى، حتى لو كان يعتقد أنه جيد في تعدد المهام.
التجارب العلمية أثبتت أن هذا التبديل يفرض على الدماغ أن يتوقف عن تنفيذ “مجموعة من القواعد” خاصة بالمهمة الأولى ويبدأ بتنفيذ “مجموعة جديدة” تخص المهمة الثانية، مما يؤدي إلى ما يُعرف بـ”تكلفة التبديل” – وهي الوقت والجهد الإضافي الذي يُبذل في هذه العملية.

 

خلصت دراسة أخرى حول تعدد المهام الإعلامية (الأفراد الذين يستخدمون قنوات إعلامية متعددة بانتظام في آنٍ واحد) إلى أن من يستخدمون تعدد المهام الإعلامية بكثرة كانوا أكثر تشتتًا، وكان أداؤهم ضعيفًا في اختبارات الذاكرة العاملة والانتباه مقارنةً بمن يستخدمون تعدد المهام الإعلامية الخفيفة.
ويرتبط تعدد المهام المتكرر لفترة وجيزة، وخاصةً مع الوسائط، بـانخفاض القدرة على تصفية المحفزات غير ذات الصلة وانخفاض أداء المهام في الاختبارات المعملية.

كيف يؤثر تعدد المهام على عمليات الدماغ؟

عندما نحاول القيام بعدة مهام في نفس الوقت، يواجه الدماغ عدة صعوبات تؤثر على كفاءته، إليك أهم ثلاث نقاط تشرح هذا التأثير:

1. محدودية الانتباه والتركيز
الجزء المسؤول عن الانتباه واتخاذ القرارات في الدماغ هو “القشرة الجبهية”، ولكن هذه المنطقة لديها قدرة محدودة، ولا يمكنها التعامل مع أكثر من مهمة معقدة واحدة في نفس الوقت، لذلك، عندما نحاول التركيز على مهمتين صعبتين في آنٍ واحد، لا يستطيع الدماغ معالجتهما معًا، بل يضطر إلى التبديل السريع بينهما، مما يؤدي إلى فقدان الوقت وانخفاض الدقة.

2. ضعف تصفية المشتتات (الفلترة الذهنية)

الأشخاص الذين يعتادون على تعدد المهام يكون لديهم ضعف في قدرة الدماغ على تجاهل الأشياء غير المهمة، وبدلاً من التركيز على المهمة الحالية، يسمح دماغهم بدخول المشتتات، مما يؤدي إلى فقدان التركيز وارتفاع احتمال ارتكاب الأخطاء.

3. إرهاق الذاكرة العاملة
الذاكرة العاملة هي الجزء من الدماغ المسؤول عن الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة أثناء استخدامها، وعندما نبدل بين المهام باستمرار، تتعرض هذه الذاكرة لضغط كبير، مما يجعل من الصعب الاحتفاظ بالمعلومات أو معالجتها بدقة، وهذا يظهر في ضعف الأداء في اختبارات الذاكرة المختلفة.

هل يؤدي تعدد المهام إلى إتلاف الدماغ بشكل دائم؟

لا يوجد دليل قاطع على أن تعدد المهام لدى البالغين الأصحاء يسبب تلفًا دماغيًا هيكليًا، تسجل غالبية الدراسات المخبرية والتصويرية اختلافات وظيفية (كيفية عمل الدماغ أثناء تنفيذ المهام)، وليس إصابة دائمة.
من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي عادات التشتيت المزمنة وضعف الانتباه إلى عادات مزمنة، مثل ضعف القدرة على التركيز المستمر، مما يؤثر سلبًا على العمل المتعمق والتعلم مع مرور الوقت، لذا من الضرورى إجراء المزيد من البحوث الطولية التي تتناول السبب والنتيجة قبل إعلان حدوث ضرر إدراكي عصبي طويل الأمد.

ماذا يحدث عند تعدد المهام؟
تشتت الانتباه المزمن، أو تعدد المهام المعتاد، كما نسميه، عادةً ما يبدو سريريًا كإرهاق ذهني شديد، واضطراب في النوم، وصعوبة في إتمام المهام، مع أن هذا لا يدمر الدماغ، إلا أنه يضعف عادات وروتين القدرة على التركيز العميق، مما قد يؤثر على العمل والدراسة والمزاج
يمكن تفادى ذلك من خلال:
تقليل عدد مرات تبديل السياقات في الساعة.
خصص فترات زمنية محددة، وقلل الإشعارات.
استخدم هاتفك كأداة، وليس كطلب ملح.
هذه التعديلات الهيكلية البسيطة تحسن التركيز وتقلل من الإرهاق الذهني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى