ظاهرة المعلم البديل وخطرها على التعليم!
كتابات وآراء/الدستور الإخبارية/خاص:

كتب/ الخضر البرهمي
لست رجلاً متشائماً بطبعي كما أنني لا أضيق أو أكتئب بسهولة ولا اغرض السياسة فيما أكتب ، وأقول دوماً نحن بخير طالما ولازلنا نعمل ومدارسنا مفتوحة ونسمع ضجيج التلاميذ وتغريد العصافير والشمس نراها صافية كل يوم في توهج وسطوع !
ولكن أرى أن هناك مشكلة قد تحولت إلى ظاهرة وتجاوزت حدود قضايا الافتاء ، قصة المعلم البديل التي أرهقت كاهل التعليم وباتت ظاهرة موحشة تتحدى بلا استحابات أو ردود ، فكتاباتنا لم تعد مجدية ولا لها قيمة في ظل واقع سوّدته حكايات الابن الغير شرعي لمهنة التعليم !
قد يتفق أو يختلف معي الكثير حول ما أوردته ، ولست مُلزم بإقناع أحد أو أن نحيي حواراً عقيماً حول هذه الظاهرة ، كل مانقصده والتركيز عليه هو أن تسهم القيادات الفوقية العليا في تقديم اجتهاداتها للذود عن حرمة التعليم ، واكون جاحداً لو قللت من الاجتهادات التي قدمتها قيادتا التربية والتعليم في المحافظة أبين والمديرية لودر للقضاء على هذا الظاهرة ، وناحوا كنواح حمامة أبي فراس الحمداني أمام بوابات وبلاط مشاهير القرار واصبحوا قاعدين من غير ليه !
ولعل أخطر ثمرات هذه الحقبة التي نعيشها اليوم ويعيشها صُناع الغد والتي هي كذلك مبعث للحيرة والقلق أن تسقط المعرفة وتضيع إدارة الدولة إذا تولاها جيل اليوم فيما بعد وهم غير شرعيين من أب بديل وأم هجين وبالتالي يتعقد الموقف أمام الشعب ثقافياً واقتصادياً وفكرياً كاشف عن عيوب رغماً عن أنوفهم وعن مؤهلاتهم البديلة !
اصطناع الطاعة أشد ضلالة من تصيد الخطأ ، على أقل تقدير بديل بنفس المؤهل والتخصص وتحت إشراف مباشر ، الآف من المعلمين الثابتين في وظائفهم على امتداد مساحة هذا الوطن ، تحصد أرواحهم الفاقة ويفترسهم الفقر والجوع والمرض ينامون ويصحون على حلم ضائع في زمن الممنوع اسمه الراتب !
الأرواح التي تحرم من الحنان وتتمزق في الصغر تنتقم لنفسها في الكبر ، من ثم تغلق باباً لايفتح ، كذلك الخوف أن تستبدل (ماما) وتلحق شرعية (الأب) وتستغيث هي الاخرى بالأنابيب الممنوعة شرعاً ، فالتعليم جميل والأجمل أن تخلو المدارس من المعلم البديل الذي ساهم بشكل مباشر في تدمير براءة التعليم وجعل الكي آخر العلاج !