ظاهرة زوامل الـ. ـحـ. ـوثـ. ـيـ. ـيـ. ـن في شوارع عدن: بين الذاكرة الجماعية والتكيف الاجتماعي
عدن/الدستور الإخبارية/خاص:

كتب: بنت المفلحي
شهدت شوارع مديرية التواهي في عدن مؤخرا تداولا متزايدا لما يعرف بـالزوامل الـ. ـحـ. ـوثـ. ـيـ. ـة، ما أثار تساؤلات عن مدى تأثير السنوات الطويلة من الـ.ـصـ.ـر.اع علـّۓ وعي الناس وذاكرتهم الجماعية. هل فقد المجتمع قدرته علـّۓ التذكر؟ أم أن الأمر مجرد تعبير عن ضغط الواقع وضرورة التكيف؟
إن ظاهرة سماع الـ. ـزوامل الـ. ـحـ. ـوثـ. ـيـ. ـة في الشارع لا يمكن تفسيرها على أنها مؤشر على النسيان الجماعي لما حدث خلال السنوات الماضية. فالمجتمع الجنوبي، وخصوصا في المناطق المتأثرة بـالـ. ـصـ. ـر.اع، يعيش في حالة مزدوجة: الاحتفاظ بالذاكرة التاريخية المؤلمة، وفي الوقت نفسه محاولة التكيف مع واقع سياسي واجتماعي متغير.
أحد العوامل المؤثرة هو الضغط الاجتماعي والسياسي. في مناطق يسيطر عليها الـ. ـحـ. ـوثـ. ـيـ. ـون أو يتواجد تأثيرهم، قد يشعر الناس بأن التعبير عن رفضهم علنا محفوف بالمـ. ـخاطر. بالتالي، يتحول الفن الشعبي أحيانا إلى أداة سياسية، فيصبح الـ. ـزامـ. ـل أكثر من مجرد أغنية، بل رسالة تفرض حضورها على المجتمع المحلي.
كما يلعب البعد النفسي للنجاة والتكيف دورا كبيرا. بعد سنوات مـــِْن الـ. ـنـ. ـزاع المستمر، قد يلجأ الأفراد إلى ما يمكن وصفه بالتكيف النفسي، أي التظاهر بالتعايش مع الرموز السياسية الجديدة أو تجاهلها بشكل مؤقت، لضمان استمرار حياتهم اليومية بأقل قدر مــِْن المخاطر.
لكن هذا لا يعني أن المجتمع فقد ذاكرته. علـّۓ. العكس، غالبية السكان ما زالوا يحملون ذكريات مؤلمة لما فعله الـ. ـحـ. ـوثـ. ـيـ. ـوـ. ـن في مناطقهم، غير أن التعبير عنها أصبح محدودا، وأحيانا مستحيلا، بسبب المخاطر المحيطة بالحديث العلني.
إن هذه الظاهرة تعكس التعقيدات الاجتماعية والثقافية لـلـ. ـنـ. ـزـ. ـاـ. ـع في الجنوب، حيث يتداخل البعد السياسي مع البعد النفسي والثقافي. وهو تذكير بأن الذاكرة الجماعية لا تموت بسهولة، لكنها قد تتغير طريقة تعبيرها مع الظروف المستجدة.
في النهاية، سماع الـ. ـزوامل الـ. ـحـ. ـوثـ. ـيـ. ـة في شوارع عدن ليس علامة على فقدان المجتمع لوعيه، بل انعكاس لواقع معقد يجمع بين البقاء، التكيف، والذاكرة المؤلمة، وهو اختبار حقيقي لقدرة السكان علـّۓ. المحافظة على هويتهم وسط ضغوط صعبة ومعقدة.