فلسطين: الأرض والقدس والحرية
مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

بقلم/ محمد يوسف النسري
فلسطين يا حبيبة، يا قبلة المسلمين الأولى، يا مسرى الرسول، يا تاريخ لا يمكن محوه، يا نبض لن يتوقف، يا ملتقى الثوار، ومقصد الأحرار، يا وردة لن تذبل، يا بلسم لكل جرح، يا منارة لن تهدم.
يا من تخلى عنك المستعربون، وخانتك أيادي المطبعين، ولم تتحدث عنك أفواه المأجورين، ولم تكتب عنك أقلام المتقاضون، أهو عجز منهم أم استكانة؟ أم أنه خوف مما يخافون؟ أم أنها مصالح لبعض المتنفذين، الصاعدين على العروش بدماء المساكين؟
أين الثوار؟ أين هم الأحرار؟ أين ذهب صوت الحق؟ هذه أرضكم، فلماذا يملى عليكم كلام القوادين؟ لماذا جعلتم المتغطرسين يمارسون غطرستهم؟ لماذا خنتم القضية؟ لماذا جعلتم اليهود يدنسون أقصاكم المقدس؟ لماذا؟ وألف لماذا؟
في صدري صرخة لو أطلقتها لتردد صداها أرجاء العالم، صرخة قهر، صرخة الشعور بالعجز، حينما لا نستطيع أن ندفع عن أنفسنا الظلم. أطفال يقتلون، ونساء تغتصب، وبيوت تهدم، وديننا يحارب، وأرضنا تنتهك، وشعب يشرد وينفى ليقام على أنقاضه شعب آخر.
متى سيحدد العرب موعد الحرية؟ هل تعلمون يا عرب أن الهدف ليس فلسطين فقط؟ ما فلسطين إلا مكان انطلاقتهم ليجتاحوا أرض العرب، هدفهم الرئيسي هو أن يسيطروا على أرض العرب بالكامل، ولهم في كل دولة أيدي يخططون ويعملون في الخفاء من أجل هذه الحضة.
وحكام العرب أدرى بهذا، ويبقى السؤال ما هي الفائدة من سكوتنا واستكانتنا للظلم الحاصل على إخواننا في فلسطين؟ الدور آتي علينا جميعاً، فلماذا السكوت؟ إن بقينا على حالنا ماذا نستفيد؟ هبوا لنصرة إخوانكم، افتحوا الطرقات، أزيحوا الحجارة عن المعابر لنمر، انهضوا من سباتكم، يكفي ما تعرضنا له من ظلم.
لا نستحق ما يحدث لنا، نحن من كان العالم يستكين ويخضع لنا حينما كان حكامنا لا يستكينون لأوامر الغرب، حينما كانوا لا يملى عليهم ما يفعلونه، وحينما كانت مصلحة الشعب هي الهدف، وليست مصلحة المتنفذين والمتصهينين.
فيا أبناء العرب، لا تدعوا الظلم يأكل أرضكم، لا تدعوا الخونة يسرقون حقوقكم، لا تدعوا المستعمرين يدنسون أرضكم، قوموا وانهضوا، افتحوا الطرقات، وازيحوا الحجارة عن المعابر، واهتفوا بصوت واحد: “فلسطين عربية، والقدس ملك للعرب.
وفي النهاية، أقول لكم: لا تيأسوا، لا تفقدوا الأمل، فالله معنا، والحق معنا، ومهما طال الظلم يبقى النصر قريب.