الرجل الذي واجه الحوثيين.. قصة العقيد مهيم سعيد البوبكري

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

كتب / ناصر علي العولقي:

 

في سيرةٍ حافلةٍ بالتضحيات والإنجازات، يبرز اسم العقيد مهيم سعيد البوبكري كواحدٍ من أبرز القادة العسكريين الذين خدموا محافظة شبوة بكل تفانٍ وإخلاص. من مواليد عام 1977 في منطقة رفض بمديرية الصعيد، بدأ العقيد مهيم مسيرته العسكرية مبكرًا، حيث انخرط في السلك العسكري عام 1997، وشارك في العديد من المعارك البطولية التي سطرت تاريخًا مشرفًا للدفاع عن أرض شبوة.

من مقاومة مليشيات الحوثي في بيحان إلى قيادة القوات الخاصة في شبوة، مرورًا بإصاباته البطولية في ساحات الوغى، يُعتبر العقيد مهيم نموذجًا للقائد الشجاع الذي لا يعرف التراجع. لقد كرّس حياته لخدمة وطنه، وترك إرثًا عسكريًا يُذكر بالتفاني والإخلاص.

في هذا التقرير، نستعرض السيرة الذاتية للعقيد مهيم سعيد البوبكري، بدءًا من نشأته في رفض، مرورًا بمسيرته العسكرية الحافلة، وصولًا إلى إنجازاته التي جعلته رمزًا للشجاعة والقيادة في محافظة شبوة.

السيرة الذاتية للعقيد مهيم سعيد البوبكري:

الاسم: مهيم سعيد محمد إيداء العولقي

الرتبة: عقيد

تاريخ الميلاد: 1977

المستوى الدراسي: الصف السادس الابتدائي

المحافظة: شبوة

المديرية: الصعيد

المنطقة: رفض

النشأة والبدايات:

نشأ العقيد مهيم سعيد البوبكري وترعرع في منطقة رفض بمحافظة شبوة، حيث بدأ دراسته في مدرسة رفض الابتدائية حتى الصف السادس. بعد ذلك، انخرط في السلك العسكري وتجند في لواء 115 مشاة تحت قيادة العميد الركن سالم علي قطن في 2 أكتوبر 1997. بدأ حياته العسكرية كجندي في كتيبة البنهارد، ثم انتقل إلى معسكر الحزم في محافظة الجوف ضمن الكتيبة الثانية مشاة. بعد ذلك، تم نقله إلى قوة القاعدة الإدارية عتق.

المشاركة في مقاومة الحوثي:

عندما اجتاحت مليشيات الحوثي مديرية بيحان، انضم العقيد مهيم إلى المقاومة الشعبية تحت قيادة الشيخ صالح بن فريد العولقي، حيث شارك في مقارعة الحوثيين كرامي عيار 7/12. وعندما تراجعت المقاومة إلى مفرق الصعيد، رابط مع المقاتلين هناك كرامي عيار 14.

بعد اجتياح الحوثي لشبوة بالكامل، توجه العقيد مهيم إلى منطقة العبر حيث تم تأسيس قوات الجيش الوطني. هناك، انضم إلى لواء 21 تحت قيادة العقيد يسلم باهدى لإعادة التأهيل والتدريب العسكري.

عندما انسحبت قوات الحوثي من عاصمة المحافظة وتوجهت إلى بيحان، كان العقيد مهيم من ضمن القوات التي توجهت إلى منطقة الصفراء. تم تعيينه قائدًا ميدانيًا، وكان في الصفوف الأمامية خلال هجوم قوات الجيش الوطني على الحوثيين.

في إحدى المعارك، تعرض أحد زملائه للقنص، فقام العقيد مهيم بمحاولة إنقاذه باستخدام عربة بي إن بي. تعرضت العربة لانفجار لغم أرضي زرعته قوات الحوثي، مما أدى إلى تدمير العربة ومقتل سائقها. نزل العقيد مهيم ورفاقه لمواجهة الحوثيين وجهًا لوجه، حيث أصيب بطلقة نارية في الذراع الأيمن. تم إنقاذه بعد تغطية من قوات الجيش، ونُقل إلى مستشفى في عتق لتلقي الإسعافات الأولية، ثم إلى مستشفى الملك فهد في نجران حيث أجرى عملية توصيل عصب ومكث ثلاثة أشهر يتلقى العلاج.

بعد تعافيه، عاد إلى الجبهة واستمر في مقاومة الحوثي. سافر لاحقًا إلى جمهورية مصر العربية لإجراء عملية ثانية، ثم عاد إلى الجبهة مرة أخرى. خلال هجوم تحرير بيحان، تعرض لإصابة طفيفة بشظايا لغم أرضي أثناء قيادته لسيارة استطلاع، لكنه واصل المشاركة في المعركة حتى تم تحرير شبوة من الحوثيين.

المسيرة العسكرية اللاحقة:

– في عام 2017، تمت ترقيته إلى رتبة مقدم، وبقي في معسكره حتى عام 2018.

– في عام 2018، تم تعيينه قائدًا لكتيبة قطاع النقعة لحماية خزانات النفط في منطقة النقعة.

– في عام 2019، حصل على شهادة تقدير كأفضل قائد حماية من شركة أوه أن في.

– في عام 2020، تم تعيينه أركانًا للواء الثاني مشاة بحري، وتمت ترقيته إلى رتبة عقيد.

– في عام 2021، تم تعيينه قائدًا للقوات المشتركة، بالإضافة إلى مهامه السابقة، حيث كُلِّف بحماية وفود قوات التحالف من بلحاف إلى أول نقطة لحدود المكلا، وإلى معسكر العلم في شبوة.

– في عام 2022، تم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة في شبوة، قبل أن ينتقل إلى مأرب.

الدورات العسكرية:

1. دورة قادة سرايا (2015).

2. دورة تأهيل ضباط (الدفعة الثانية) عام 2017 بتقدير امتياز.

3. دورة قادة كتائب (2023).

الخلاصة:

العقيد مهيم سعيد البوبكري هو نموذج للقائد الشجاع الميداني، الذي كرّس حياته للدفاع عن أرضه وشعبه. شارك في أشرس المعارك ضد مليشيات الحوثي، وسطر بمواقفه أروع الملاحم البطولية. يُعتبر أحد الرموز العسكرية البارزة في محافظة شبوة، حيث ترك إرثًا عسكريًا مشرفًا يُذكر بالتفاني والإخلاص.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى