فاعل الخير الحقيقي يخفي وجهه، رسالة إلى فاعلي الخير

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

بقلم/ محمد يوسف النسري

 

منذ فترة طويلة وهذا الموضوع يشغل تفكيري، ويثير عواطفي ويهز مفهوم فعل الخير في نفسي.

إنه موضوع فعل الخير ولكن بطريقة التشفي بدموع المحتاجين، والتشهير بهم، والاعتداء على كرامة النفوس، واستغلال الحاجة لتكون مادة تعرض في بعض القنوات التلفزيونية.

المشكلة الوحيدة أن هذا الفعل من الأفعال السامية، ويهدف للخير، ولكن الطريقة في إيصال المساعدات بالتشهير عبر القنوات التلفزيونية خطأ كبير.

أين أنتم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.

إن كرامة الإنسان والأسر المتعففة أغلى من صدقاتكم التي تريدون أن يقال بها عنكم أنكم متصدقون. بعدنا عن الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي ما أوصلتنا إلى هذا الحال الذي نحن فيه.

قال تعالى: “إن تبدوا الصدقات فنعما هي، وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويکفر عنكم من سيئاتکم والله بما تعملون خبير”.

إن قسنا كل شيء على أنفسنا، هل ستقبل يا من تقدم المساعدة إذا كان حالك مثل حال من تقدم له المساعدة بأن تعرض على القنوات التلفزيونية وأنت تذرف دموع القهر والعجز أمام الملايين من المشاهدين؟ وبين طاقم تصويري ربما حالهم أسوأ منك في وسط منزلك البسيط وأطفالك الذين ليس لهم من حيلة أو قوة لتغيير هذا الواقع المرير؟

دعونا نرجع إلى الله تعالى ونقتدي بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليماً، التي أصبحنا بعيدين عنها.

أريد أن أوصل رسالة إلى كل فاعلي الخير: شكراً لكم على فعلكم للخير، وجزاكم الله عنا خير الجزاء، ولكن اجعلوا خيركم مخفيًا عن الشاشات ولا تجعلوا من خيركم مادة تعرض للملايين.

افعلوا الخير لوجه الله، وأنفقوا بيمينكم بحيث لا تعلم شمالكم ماذا أنفقت يمينكم.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى