هل حان للشعب أن يفرح؟

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ أحمد جلال مصطفى

 

تترقب الأعين، وتنتظر القلوب، كل إشارة تُبشر بتغيير يلامس الواقع المعيشي القاسي. وفي خضم هذه الترقبات، شهدت الساحة الاقتصادية اليمنية مؤخرًا حركة لافتة، حيث بدأ الريال اليمني في استعادة بعض عافيته أمام العملات الأجنبية. خبر كهذا، وإن كان مجرد وميض أمل، إلا أنه سرعان ما أثار تساؤلات عميقة في نفوس المواطنين: هل حان للشعب أن يفرح؟

إن تعافي العملة ليس مجرد رقم في نشرة الأخبار الاقتصادية؛ بل هو نبض يؤثر مباشرة على حياة المواطن.

فبعد سنوات من التضخم الجامح الذي ابتلع مدخراتهم وأثقل كاهلهم، أصبح كل تغير إيجابي بمثابة نسمة هواء منعشة، وقد انعكس هذا التحسن الأخير في خطوات عملية، حيث أصدر المسؤولون في الدولة توجيهات صارمة لمدراء المديريات ومكاتب الصناعة والتجارة بضرورة ضبط الأسعار ومراقبتها.

هذه الأوامر، التي تأتي في محاولة لضمان وصول آثار تعافي العملة إلى جيب المواطن، تُعد خطوة في الاتجاه الصحيح.

ولكن، الفرحة الحقيقية لا تأتي من مجرد تراجع مؤقت في الأسعار، بل من استقرار طويل الأمد يسمح للناس بالتخطيط لمستقبلهم دون خوف من مفاجآت الغد.

المواطن اليمني، الذي اكتوى بنيران الأزمات المتتالية، لا يريد وعودًا أو إشارات عابرة، بل يريد أن يرى أفعالاً مستدامة.

إن استمرار تعافي العملة وتحسن الأوضاع لا يعتمد على “عوامل متعددة” خارجة عن السيطرة، بل يعتمد بشكل أساسي على إرادة المسؤولين وفاعلية قراراتهم، فبأيديهم تقع مسؤولية تحقيق الاستقرار، ومن واجبهم اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان أن هذا التحسن ليس مجرد ومضة، بل هو بداية حقيقية للتعافي.

إن الشعب يستحق أن يرى نتائج ملموسة ودائمة، لا مجرد تصريحات أو توجيهات قد تتبخر في أي لحظة.

في النهاية، الأمل معقود على أن تكون هذه اللحظة الإيجابية هي البذرة التي تُثمر استقرارًا وازدهارًا.

فبعد كل هذه السنوات من الصبر، الشعب اليمني يستحق أن يفرح فرحة حقيقية ومستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى