عبدالرحمن جناح: مهندس الكلمة ورائد الرؤية
مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ الإعلامي محمد جلال-رئيس تحرير صحيفة الدستور الإخبارية
في خضم عالم يتلاطم فيه سيل المعلومات وتزدحم الفضاءات بالأصوات، يبرز اسمٌ شخص كالنجم الساطع، لا يشق طريقه عبر أضواء الشاشات الصاخبة ولا بظهور تلفزيوني على الإطلاق، بل من خلال عمق الرؤية وثقل الحكمة.
إنه عبدالرحمن جناح، شخصية استثنائية فرضت احترامها ومكانتها ليس بالظهور الإعلامي التقليدي في البرامج الحوارية، بل بتأثيرها الجوهري والنافذ في رسم الوعي وصياغة الفهم العام عبر منشورات إخبارية خاصة تحمل صورته.
لا يمكن وصف عبدالرحمن جناح بالنمط المعتاد للإعلامي الذي يعتمد على الظهور المتكرر في التلفزيون أو إصدار التصريحات الصحفية اليومية.
على العكس تمامًا، هو مهندس الكلمة الذي يعمل بدقة متناهية، ينسج الأفكار ويصوغ الرؤى التي تشكل بوصلة النقاش العام.
تجده حيث تُصنع القرارات، في قلب المشاورات الاستراتيجية واللجان الرفيعة، حيث يشارك بخبرته الثرية وتحليلاته العميقة التي غالبًا ما تُشكل حجر الزاوية في التوجهات الكبرى، ثم تُترجم هذه الرؤى إلى منشورات إخبارية مدروسة وموجهة تصل إلى الجمهور مع صورته، لتعزز مصداقية المعلومة وقوة تأثيرها.
يكمن سر عظمته في قدرته الفائقة على قراءة المشهد العام بكل تعقيداته، وفك شفرات الأحداث، وتقديمها في إطار يضيء العقول ويوجه البصائر.
أسلوبه لا يعتمد على الاستعراض أو الإثارة، بل على الرصانة والاتزان والقدرة الفائقة على الإقناع، مما يجعله مصدر ثقة لا يُعلى عليه.
كلماته، التي تصل عبر هذه المنشورات الهادفة، تتردد أصداؤها في الأوساط النخبوية والجماهيرية على حد سواء، وتصبح مرجعًا للمعلومة الموثوقة والتحليل الرصين.
عبدالرحمن جناح هو القدوة في الالتزام المهني والمصداقية المطلقة. إنه ليس مجرد “ناقل خبر”، بل هو “صانع وعي”، يسعى دومًا لبناء جسر من الثقة بين المعرفة الحقيقية والجمهور، بعيدًا عن ضجيج الاستقطاب أو سطحية الطرح.
أطروحاته ومداخلاته، التي تظهر في منشورات إخبارية ذات طابع خاص ومؤثر، تحمل بصمته الواضحة وتأثيره العميق.
في كل مرة يُذكر فيها اسم عبدالرحمن جناح، يتجلى أمامنا نموذج فريد لشخصية لا تطلب الشهرة بالمعنى التقليدي، بل تصنع التأثير عبر قنواتها الخاصة والمميزة.
إنه حقًا صوت الحكمة الذي يرسم ملامح الفهم ويضيء دروب المستقبل للجميع، مؤكدًا أن القوة الحقيقية للإعلام تكمن في جوهر الرسالة، لا في صخب المنصة أو حتمية الظهور التلفزيوني.