الضالع منبع الصمود والوعي الوطني في قلب الجنوب

مقال الرأي/الدستور الاخبارية/احمد الزبيري

 

حينما نتحدث عن الضالع، فإننا لا نتحدث عن مجرد محافظة جغرافية على خريطة اليمن، بل عن معقل من معاقل النضال والتضحية التي لطالما شكلت رمزًا للبطولة والصمود في مواجهة التحديات. ما ذكره الأستاذ أحمد الربيزي، نائب رئيس مجلس المستشارين في المجلس الانتقالي الجنوبي، في تغريدته الأخيرة على منصة (إكس) التي وصف فيها الضالع بأنها “أرض الصمود والبسالة” هو تأكيد على الحقيقة التي يعرفها الجميع: الضالع كانت ولا تزال منبعًا للمقاومة والتفاني في الدفاع عن القضايا الوطنية.

الربيزي، الذي يواصل زياراته إلى الضالع، عبر عن مدى عمق العلاقة التي تربط أبناء هذه المحافظة بالنضال الوطني، قائلاً: “نحن هنا في أرض الصمود، الضالع الباسلة، التقينا ونلتقي بزملاء النضال ورفقاء المصير من المناضلين والناشطين والنخب الجنوبية”. هذه الكلمات ليست مجرد تعبير عن المواقف السياسية، بل هي تجسيد لحالة من التضامن الوطني الذي يعكس التلاحم بين أبناء الجنوب في وجه التحديات السياسية والاقتصادية.

الضالع، كما وصفها الربيزي، ليست مجرد أرض تحتضن تاريخًا طويلًا من المقاومة؛ بل هي أيضًا أرض للوعي الوطني الذي ينسجه أبناء هذه المحافظة من خلال تجربتهم النضالية العميقة. فكما أشار الربيزي، خلال زيارته الأخيرة، إلى أن الأجندة الرئيسية التي حملها إلى الضالع كانت “التوعية السياسية”، وقد وجد أن أهل الضالع ليسوا فقط حماة للقضية الجنوبية بل هم أيضًا معلمون في الدروس الوطنية، حيث يقدمون للأجيال الجديدة دروسًا في الوعي السياسي المتأصل.

إن ما يتحدث عنه الربيزي يعكس حقيقة مهمة: الضالع ليست فقط مركزًا من مراكز المقاومة المسلحة، بل هي أيضًا مركز لنشر الوعي السياسي وتعزيز الفكر الوطني. في هذه الأرض، يلتقي الشرفاء من مختلف الاتجاهات ليتداولوا الأفكار حول مستقبل الجنوب واليمن بشكل عام. وهذا ما يجعل الضالع نموذجًا للتضامن الجنوبي المستمر الذي يطمح لتحقيق مستقبل أفضل للجميع، رغم كل التحديات التي تواجه المنطقة.

إن ما يحتاجه الجنوب اليوم هو أن يُعزز هذا الوعي ويُعمم على باقي المحافظات اليمنية، فالتوعية السياسية ليست مجرد قضية نخبوية، بل هي أساس لبناء مجتمع قادر على تحديد مصيره وحقوقه. الضالع قد تكون الرائدة في هذا المجال، ولكن لا بد من أن يكون هناك جهد جماعي لإيصال هذه الرسالة إلى كافة أبناء الجنوب واليمن.

الربيزي، من خلال رسالته، يسلط الضوء على أمر مهم وهو أن النضال لا يتوقف عند لحظة من الزمن، بل يستمر عبر الأجيال المتعاقبة. لا يمكن لأي قضية أن تنتصر إلا إذا رافقها وعي شعبي متجذر، وهذا ما تقدمه الضالع لكل أبناء الجنوب. إنها ليست فقط أرضًا للقتال، بل هي أيضًا أرض للوعي الذي سيحدد مستقبلنا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى