الصحافة الاستقصائية وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها .

عدن / الدستور الإخبارية :

بقلم / أ. الأصيل عبدالكريم صالح البشيري

الصحافة الاستقصائية هي أحد أنواع الصحافة والتي يقوم فيها الصحفيون بالتحقيق في موضوع معين مثل الجرائم الخطيرة أو الفساد السياسي
بل ويتجاوز ذلك إلى بعض التحليلات ومقالات الرأي!
تعد الصحافة الاستقصائية مصدرًا رئيسيًا للمعلومات.
@ اهميه الصحافة الاستقصائية.
تظهر أهمية الصحافة الاستقصائية من خلال النقاط الآتية:
الكشف عن الحقائق والمعلومات والبحث الأصيل والمتعمق في القضايا
تقديم قواعد وأسس علمية ومهنية في منهجيات البحث والتحري والتحقق من المعلومات.
التركيز على المعالجة العميقة لجميع المعلومات الواردة
ٱداء دور الرقابة على جميع المؤسسات العامة وتسليط الضوء على ٱداء الشخصيات العامة والمسؤولين في مواقع السلطة.
تحفيز السلطات على القيام بعمليات التغيير والإصلاح ونشر المعلومات التي تم الوصول إليها بالاستقصاء على الملأ من أجل إثارة الرأي العام وتشكيل أوراق ضغط على الحكومات في حال حاولت تجاهل الحقائق.
في مجال الصحافة، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز عمليات التحقيق الاستقصائي. وتعد الصحافة الاستقصائية واحدة من أهم أشكال الصحافة التي تهدف إلى كشف الحقائق وفضح الانتهاكات من خلال الوثائق والأدلة. ومع التطور التكنولوجي المتسارع وانتشار التقنيات الرقمية المبتكرة، أصبح بإمكان الصحفيين الاستفادة من هذه التقنيات لتعزيز فعالية تحقيقاتهم الاستقصائية.
ويُعرف الذكاء الاصطناعي من قبل JournalismAI في مركز أبحاث الصحافة بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE)، بأنه “مجموعة من الأفكار والتقنيات التي تتعلق بقدرة نظام الكمبيوتر على أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشرياً”. من خلال استخدام التقنيات الذكية، يمكن للصحفيين تحليل البيانات الكبيرة بسرعة ودقة لاستخلاص معلومات هامة للبدء في التحقيق.
ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل ومعالجة كميات كبيرة من البيانات في التحقيقات الصحفية وبكفاءة عالية ومساعدة في تحليلها واستخلاص معلومات قيمة.
حالياً، تستخدم العديد من الفرق الاستقصائية حول العالم أشكالاً مختلفة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي بحسب تقرير JournalismAI في مراحل إنتاجها الثلاثة الأساسية:
البحث وجمع المعلومات: عملية جمع المعلومات والبيانات بغرض إنتاج قصص وتحقيقات صحفية.
تطوير المحتوى: عملية إنشاء وتطوير أشكال مختلفة من المحتوى عبر وسائط ومنصات مختلفة.
توزيع المحتوى : عملية نشر المحتوى وتقديمه للجمهور المستهدف من خلال مختلف المنصات.
ويُثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة الاستقصائية اهتمامًا كبيرًا بسبب قدرته على تعزيز كفاءة ودقة عمليات التحقيق.
أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكنها مساعدة الصحفيين في تحليل ومعالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة وفعالية، مما يمكنهم من اكتشاف الأنماط المخفية والصلات الهامة والرؤى التي قد تكون غائبة عن العين المجردة. يأتي تحالف التقنية والمهارات الصحفية البشرية كقوة متكاملة يمكنها تحسين جودة التحقيقات وزيادة فعالية عمل الصحفيين من خلال :
1-تحليل المعلومات والبيانات: يمكن للصحفيين الاستقصائيين استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الكبيرة بسرعة ودقة، مما يساعد في كشف عن النتائج التي يحتاجها الصحفي للبدء في تحقيقه.
2-البحث الأولي: يمكن استخدام التقنيات الذكية للبحث عن مصادر موثوقة والتحقق من المعلومات والحقائق التي يتم نشرها.
3-تحليل الوثائق: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الوثائق بشكل فعال لفهم المحتوى والتركيز على الجوانب الرئيسية.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قيمة لتعزيز فعالية التحقيقات الاستقصائية من خلال تحليل ومعالجة البيانات بشكل أكثر ذكاءً وسرعة. فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن يساعد بها الذكاء الاصطناعي في:
استخراج المعلومات، تحليل البيانات ،اكتشاف الاتجاهات ، تنظيم البيانات ، تحديد زاوية المعالجة.
ولكن رغم ذلك تعتبر المهارات البشرية أساسية في عمل الصحفيين وتعزز قدرتهم على القيام بالتحقيقات الاستقصائية بشكل فعال ومؤثر ومنها عبر:
اكتشاف النتائج
البحث المعمق
إجراء المقابلات
التفاعل والملاحظة
@ كيف تستعين بالذكاء الاصطناعي لخدمة عملك الصحفي وصناعة المحتوى؟
وبناءً على ذلك، لتحقيق التوازن بين الذكاء الاصطناعي والعامل البشري في مجال الصحافة الاستقصائية، يمكن اتباع الخطوات التالية :
تطوير المهارات : ينصح خبراء جميع الصحفيين الراغبين في دمج الذكاء الاصطناعي بعملهم بتعلم أساسيات تقنيات الذكاء الاصطناعي المتاحة واستكشاف الأدوات والبرمجيات المتاحة التي يمكن استخدامها في عملية البحث وتحليل البيانات.
تدقيق المعلومات : عند دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملهم، يجب على الصحفيين التحقق من مصداقية المصادر والمعلومات ومن صحة البيانات قبل نشر التقارير.
قياس نتائج الفرضية : بعد إثبات الفرضية في التحقيق الاستقصائي من خلال الأدلة والوثائق والبيانات، اختبرها بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي ومهارات الصحفي.
الحفاظ على الخصوصية: عند دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، يجب على الصحفيين حماية خصوصية المصادر والشهود وتجنب الانتهاكات القانونية.
الحيادية وعدم التحيز: عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الاستقصائية مع مهارات الصحفيين، يجب على الصحفيين الابتعاد عن التحيزات المحتملة في البيانات والنماذج التي تمت تغذيتها للآلة، وعليه من الضروري أن تتأكد أن النتائج التي تم التوصل إليها هي حقيقية وصادقة.
الوضوح: يجب على الصحفيين أن يظهروا للجمهور طرق جمع البيانات وتحليلها في مقدمة التحقيق والاشارة بوضوح إلى دمج تقنيات الذكاء مع مهارات ابتكار طرق معالجة تفاعلية للتحقيق: ينصح أن يستخدم الصحفيون تطوير وسائل جديدة ومبتكرة.
ولا تقتصر الاستفادة من أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث وجمع المعلومات وتحليل البيانات، حيث يمكن الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي وتوظيفه كأداة أساسية في تحقيقات تتطلب الدقة والعمل المكثف مثل كشف الفساد وتتبع التدفقات المالية وغيرها.
ويستطيع الذكاء الاصطناعي توفير القدرة على معالجة البيانات بشكل أكثر كفاءة، ولكنه لا يمكنه أن يحل محل الحاجة إلى المهارات البشرية في اختيار المواضيع المهمة، والبحث الأولي، وجمع المعلومات، والتحقق من صحتها واستنتاج القصص الصحفية الهامة.
أخيراً، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط البيانات المالية لاكتشاف عمليات غير قانونية أو فساد أو تحليل كمية ضخمة من البيانات. يمكنه أيضًا تحليل المقالات والتقارير الصحفية لتحديد الأخبار الكاذبة أو المضللة.
مع ذلك، لا يزال الجانب البشري ضروريًا في عملية التحقيق الاستقصائي. يمكن للصحفيين تقدير السياق وتفسير النتائج المستنتجة من التحليل الذكي. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الصحفيون القدرة على إجراء المقابلات والبحث والتحقق من المعلومات من مصادر متعددة.
بالتالي، ينصح بدمج الذكاء الاصطناعي مع المهارات البشرية في عملية الصحافة الاستقصائية لتحقيق أفضل النتائج. يساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع وتحسين عمليات التحليل، بينما تضيف المهارات البشرية الفهم العميق والتقدير للسياق، مما يؤدي إلى تقديم تحقيقات استقصائية متقنة وشاملة.

تقديم أ. أصيل عبدالكريم صالح البشيري
قسم الصحافة والإعلام.

المركز الأكاديمي الدولي للدراسات والبحوثات.

أكاديمية الدولية لقادة التنمية البشرية.

جامعة الامتياز الدولية للعلوم والتكنولوجيا.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى