قضايانا ورؤيتنا؛ إضاءة بضياء أهل الرأي والفكر (3)

[ad_1]

جميل أن تتناغم وتتناسق أفكارنا مع هويتنا، وانتماءاتنا بدءا من الانتماء الإنساني إلى الانتماء إلى مفردات الهوية، والأجمل من ذلك أن نكون حروف تامة كاملة معبرة في مكانها وموقعها اللائق بها على السطور، وعلى دراية بواقعنا صادقين مخلصين وفاعلين ناضجين ناهضين على مساطر الإرتقاء بأوطاننا ومجتمعاتنا ومحيطنا وعالمنا الإنساني الرحب.
في حديث حول العديد من الأوضاع الراهنة عربية وإسلامية مشرقية ومغاربية؛ سياسية واقتصادية مع واحدة من أهل الرأي والفكر والرؤى وإحدى السياسيات الموريتانيات المناضلات من أجل حقوق الإنسان والمرأة والمجتمع في عالمنا العربي والإسلامي مع النائبة البرلمانية الموريتانية والعضو في حزب الصواب الموريتاني آمنة الحسن بوقل* خرجنا بزبدة الصدق من الحديث ودقة الرأي وصواب الرؤية في الحوار الذي دار مع سيادتها على النحو التالي/
– سعادة النائبة التجربة السياسية للمرأة في موريتانيا نوعية كذلك هي التعددية، وعلى صعيد آخر كثيرة هي الآلام من حولنا في أفريقيا، في المشرق العربي قضايا شائكة؛ ونتساءل هنا ونجيب من خلالكم في هذه الإضاءة الثالثة من قضايا ورؤيتنا، وأسئلتنا على النحو التالي:
– تناضلون في موريتانيا من أجل العدل والمساواة والقضاء على آثار وتبعات العبودية والعنصرية في موريتانيا!! فهل يمكنكم أن توضحوا لنا ما هي رؤيتكم لواقع ومستقبل موريتانيا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكيف تسير نهضة المرأة في موريتانيا؟
تعليقاً على مقدمة تساؤلكم الأول أقول وأتساءل أيضاً هل هناك بعد العدالة والمساواة والقضاء على آثار وتبعات العبودية والعنصرية وعدم تكافؤ الفرص قيم أفضل يمكن للإنسان أن يناضل من أجلها! وهي القيم التي تعزز فرصة وجود الإنسان كإنسان وقيمة عُليا في الوطن به ننهض وبدونه نتعثر؛ إننا نناضل من أجل موريتانيا كلها ومن عليها من أجل مستقبل الشباب وحقوقهم وفرصهم العادلة في الحياة؛ من أجل المساواة في الوجود والفرص للجميع، من أجل حق الإنسان في مسكن لائق وحياة حرة كريمة لا تكون حياة المرء وكرامته فيها مرهونة بفرد أو بطبقة معينة ولا يُنظر للمرء فيها على أساس لونه ولا جذره ولا منطقته وبيئته، حياة منقطعة عن آلام وبقايا الماضي من خلال نهضة ثقافية تنويرية قبل أن تكون تشريعية، ولله الحمد موريتانيا تتقدم في هذا الإطار كثيراً بجهود أبنائها ونضالهم الدءوب من أجل حاضر وغد أفضل، وقياسا بكثير من الدول فموريتانيا أفضل حالا سياسياً خاصة أنها عانت من حقبة استعمارية قاسية وطويلة لكن الأوضاع فيها ليست بمستوى الطموح والآمال فالموريتانيون يطمحون إلى ما هو أفضل إلى ذاكرة نقية وحاضر نقي مناسب للجميع ومستقبل آمن ومضمون، أما بالنسة لوجهة نظري في واقع ومستقبل موريتانيا السياسي والاقتصادي والاجتماعي فقد تتفق مع الكثيرين وتختلف مع البعض لكنها تتفق مع المنطق والحقائق التي تجري على الأرض؛ إذ لا يمكن أن نصف واقعنا السياسي بالمثالي فلا زالت الأمور تسير وفق مفاهيم تبتلع حق البعض في التصويت أو تعرقلها أو تحرف مسارها وبالنتيجة فإننا أمام عملية سياسية بحاجة إلى الكثير من الجهود لتنقيتها ومن ثم تطويرها، وفيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية فهي مرتبطة تماما بالإصلاحات السياسية والإدارية وترتبط الأوضاع الاجتماعية بالحالتين السياسية والاقتصادية وكذلك الحالة الثقافية التي من واجبها معالجة آثار وتبعات الماضي كالعبودية والعنصرية التي لا تليق بدولة عريقة كموريتانيا التي كانت ولا زالت من مراكز العلم الحقيقية في الحضارة الإسلامية، أما نهضة المرأة في موريتانيا فهي تسير ولله الحمد في مسار جيد مميز وقد حققت المرأة الموريتانية نجاحاً ملفتا للنظر إقليمياً ولا زالت تطمح للمزيد من أجل حضور كامل وفاعل داخل الدولة مؤسساتٍ ومجتمع؛ ونحن في حزب الصواب وفي منظمة (ايرا) نناضل من أجل نهضة المجتمع ككل، وتأتي المرأة والفئات الضعيفة في مقدمة أولويات نضالنا.
– موريتانيا دولة أفريقية معنية ومتأثرة بمحيطها الأفريقي ومنتمية له.. فكيف ينظر الموريتانيين لما يجري في محيطهم الأفريقي في النيجر ومالي وبوركينافاسو والغابون ومثيلاتها من الأزمات في أفريقيا؟
نعم نحن منتمون معنيون ومؤثرون ومتأثرون بمحيطنا القاري وبعالمنا أيضا غير أن لإنتماءاتنا الأفريقية خصوصية كبيرة وروابط روحية وثيقة؛ وما حدث في الدول الأفريقية بوركينافاسو ومالي والنيجر والغابون وغيرها هو أمر طبيعي ومتوقع في دول غنية بالموارد والطاقات لكنها تعيش في فقر مدقع بسبب قوى الإستعمار التي تسلب إرادتها ومقدراتها ومطالبة بالرضوخ والاستسلام للقوى الاستعمارية وشركاتها وأدواتها، ولربما تكون هذه الأزمات التي تمر بها هذه الدول إنفراجة لها، وفي موريتانيا نعرف ما هو الاستعمار وما هي الحرية لذلك نقر بحق الشعوب في امتلاك الذات والإرادة والحق في تقرير المصير وتسخير الموارد لخدمة أصحابها؛ لأفريقيا الحق في الحرية وفي ممتلكاتها ومواردها وسيادة أقطارها وكرامة شعوبها التي تعاني المآسي داخل بلدانها والإستغلال في شتاتها وبالحالتين تستمر معاناتها في حين يزدهر المستعمر على حساب نكباتها، وننظر وشعبنا إلى ما يجري في جوارنا ومحيطنا الإفريقي بغاية الإهتمام والحرص وكلنا أمل في مستقبل أفضل لعموم أبناء أفريقيا.
– ما هو تفسيركم لما يجري من مآسي وأزمات في الدول العربية العراق وسوريا ولبنان واليمن وسائر دول المشرق العربي، وهل ترون مخرجا لدول المنطقة مما هي فيه؟
نرتبط ارتباطاً وثيقاً وصادقاً بأمتينا العربية والإسلامية وهو ما يجعلنا لصيقين متعايشين مع ما يجري مع أشقائنا في الدول العربية العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول وعموم شبه الجزيرة العربية التي تعيش محنة مشتركة، وكم هو مؤلم وموجع ما نراه ونسمع بحدوثه في العراق وسوريا واليمن ولبنان سواء من استغاثات الشعوب نفسها أو من خلال وسائل الإعلام المحلية والعالمية ووسائل التواصل الاجتماعي أو حتى من خلال تصريحات قادة ورموز وشخصيات نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران، وهنا وقبل أي تعليق بهذا الصدد أو الحديث عن علاج أو حلول ومخارج علينا أن نشخص ما يجري في هذه الدول المذكورة التي لا يقل حالها عن حال الدول الأفريقية مسلوبة الإرادة والسيادة والموارد لكنها اليوم تنتفض واحدة تلو الأخرى لتستعيد سيادتها وتمتلك زمام أمرها ومصائرها، ومحنة أشقاؤنا في هذه الدول جاءت بسبب تمكن نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران منها وفرض إرادته الكاملة عليها بدءاً من لبنان وبعده العراق بمساعدة غربية ثم اليمن وسوريا بعد ذلك، ولا يُخفي النظام الإيراني وجوده في هذه الدول بل يعلنه وبعدة أنماط صريحة يعلن أنه هو الحاكم الفعلي لهذه البلدان وهذا حالها، وكذلك يتواجد هذا النظام في أفريقيا ويسعى للهيمنة على دولها أيضا وقد طُرِد من المغرب والسنغال.. ولا توجد دولة من هذه الدول إلا ونراها غارقة في الدمار والخراب على يد هذا النظام والموالين له، ومؤسف جدا أن يكون هذا هو حال العراق ولبنان واليمن وسوريا حتى شبه الجزيرة العربية والأردن مهددين من قبل هذا النظام وأسلحته ومخدراته التي باتت تنتشر بشكل واسع مهددة المجتمع والأمن والاقتصاد، ومخرج هذه الدول مما هي فيه من كوارث يحتاج إلى حلين ثوريين مُمكنين الأول هو قطع أذرع هذا النظام بهذه الدول والقضاء على كافة أدواته فيها، وبما هذا الحل الأول بات من الصعب جداً تطبيقه في هذه الدول فلم يعد أمام العرب سوى اتباع الحل الثاني وهو التعامل بالمثل مع هذا النظام والاعتراف بثورة الشعب الإيراني وبمقاومته المشروعة وحقه المشروع في الدفاع عن نفسه، وبمجرد نجاح الثورة الإيرانية الجارية تنتهي الأزمة وتسقط الأذرع الخارجية وتعود السيادة والكرامة لهذه الدول تلقائياً وتستقر الدولة الإيرانية ويستقر جوارها، الحلول متوفرة وممكنة وبعدة أشكال ويمكن للقوى المدنية والشعبية العربية أن تلعب دوراً في ذلك.
– ماذا ترون في مجريات الأحداث بالسودان، وما هو موقفكم مما يجري فيه؟
ما يجري في السودان هو حال ما يجري في بلدان المشرق العربي وإن اختلف قليلا فبالنتيجة هناك معاناة شعوب وفقدان للسيادة وتهالكٌ للمؤسسات ودمار البُنى التحتية وانهيار الاقتصاد، يؤلمنا ما يجري في السودان المُستهدف الذي يتجه نحو الموت والدمار وطنياً، وإنعاش مبيعات أسواق الأسلحة لدى تجار السلاح والدول المصنعة له، وكأزمة وكارثة مفروضة على السودان وأهله قد تؤدي في النهاية بهم إلى التفتيت وليس التقسيم، لكن مصيبة السودان هذه هي نعمة للآخرين أعداء الشعوب والانسانية، وما يجري في السودان له علاقة بماضيه وواقعه السياسي، ومن ناحية موقفنا الشعبي مما يجري في السودان فإننا نرفض ما يجري فيه ونرفض أن تكون هناك قوتين مسلحتين متوازيتين تتحكمان في مصير السودان، ونريد أن يكون الجيش السوداني هو القوة الوطنية السيادية الوحيدة في الدولة، ونتمنى أن تكون هذه الكارثة بمثابة الدافع القوي نحو بناء مخرج حقيقي ودائم للسودان الغني بموارده وبتراثه ومقدراته وبموقعه الهام، وفي موريتانيا ننتظر أن نرى سوداناً جديداً غير الذي نراه مثقلا بالكوارث والهموم تحيطه المؤامرات من كل جانب.
– كمناضلين كيف تقيمون نضال المرأة والشعب الإيراني وثورته الجارية؟
نؤمن بأن ما هو مشروعٌ لنا وحلالٌ علينا وعلى غيرنا مشروعٌ وحلالٌ على الشعب الإيراني؛ ومن هذا المنطلق فإن نضال المرأة والشعب الإيراني نضالاً مشروعاً، وثورته السلمية الجارية مشروعة وهي امتداد لثورات طويلة وأزمات داخلية طاحنة لم ينظر الحاكم فيها ولم يسعى إلى حلها بل واجهها بالقتل والاعتقالات والسجون والتعذيب والإعدامات، وكم هو مُشين ما نسمعه عن قتل الأطفال والفتيات واغتصاب النساء سواء في الشوارع أو في السجون وفي منتصف شهر سبتمبر كانت ذكرى مقتل فتاة إيرانية قتلوها على عدم انضباط حجابها ولم يقف الأمر عند مقتل هذه الفتاة بل طال العشرات غيرها ووصل إلى تسميم فتيات المدارس لأنهم يشاركن في الثورة الإيرانية وهذا كله أمر يستحق الإدانة، وفي مواجهة هذه الحملات القمعية التي يتعرض لها الثوار الإيرانيين العزل لابد من وقفة دولية تدعم نضال الشعب الإيراني ومعارضته وقواه الوطنية، ولابد من دعم نضال المرأة الإيرانية لتي تقود الثورة اليوم في إيران؛ ونحن كمناضلين نقف إلى جانب نضال المرأة الإيرانية الذي يبعث نضالها على الفخر داخل وخارج إيران، وقيادة المرأة للثورة الإيرانية وتحريكها للمجتمع خلف راية نساء منظمة مجاهدي خلق في أشرف أمرٌ مثير للإعجاب، والذي يقود المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أكبر وأقدم تحالف وطني إيراني منظم ومقتدر هي إمرأة من قيادة منظمة مجاهدي خلق تم انتخابها لتكون قائدة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والمرحلة الانتقالية في إيران بعد نجاح الثورة الإيرانية الجارية، وهذه المرأة القائدة المتفانية المضحية هي السيدة مريم رجوي قد لفتت انتباهنا إلى حقيقة ما يجري في إيران، وهي مناضلة مضحية ومتفاعلة مع قضايا وطنها وشعبها ولفتت انتباه العالم الحر إلى أهمية وشرعية نضالها من أجل حرية إيران واستقرارها وبالتالي استقرار دول المشرق العربي؛ إننا كمناضلين من أجل المرأة والمجتمع نؤمن ونسعد بكل نجاح للمرأة على وجه الأرض، وما يسعدنا في نجاح المرأة الإيرانية المناضلة هي أنها ستُنهي حقبة مظلمة من تاريخ الشعب الإيراني، وستُنهي مرحلة قاسية ودامية سادت مشرقنا العربي؛ نضالهم مشروع وحريتهم حق لابد من تحقيقه وعلى العالم وخاصة شعوب الدول العربية المنكوبة وقواها المدنية والوطنية أن تساند الشعب الإيراني في نيل حريته وطوي صفحة الحاضر والماضي المؤلمة ليس من أجل الشعب الإيراني فحسب بل من أجلهم وومن أجل استقرار أوطانهم وضمنان مستقبل أبنائهم.
* آمنة الحسن بوقل/ نائبة برلمانية والمقررة العامة للميزانية في الجمعية الوطنية الموريتانية، وعضوة حزب الصواب الموريتاني ورأس لائحة الحزب للشباب، ومناضلة من أجل الحرية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية.

[ad_2]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى