سياف النميري يكتب.. رفقًا بجُند القوات المسلحة الجنوبية

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ سياف مثنى النميري

 

في زحمة المشهد السياسي والعسكري، وتراكم الأزمات التي أثقلت كاهل المواطن، يبقى جُند القوات المسلحة الجنوبية الحلقة الأكثر مظلومية، والأكثر صمودًا في وجه كل التحديات، أولئك الجنود الذين تركوا بيوتهم، وودّعوا أطفالهم، وحملوا أرواحهم على أكفّهم دفاعًا عن الأرض والعِرض، يجدون أنفسهم اليوم يواجهون قسوةً أخرى لا تقل خطورة عن ميادين القتـ. ـال، قسوة الإهمال والتجاهل

إن الجندي الذي يسهر على حماية الوطن، ويذود عن ثغوره، لا يستحق أن يُترك جائعًا، ولا أن يقف في طابور طويل بانتظار راتبٍ قد يتأخر أشهرًا، ولا أن يُحرم من أبسط مقومات الحياة الكريمة، فكيف يُطلب من هؤلاء الأبطال أن يحافظوا على معنوياتهم عالية، وهم لا يجدون ما يسد رمق أسرهم؟ وكيف نطالبهم بالانضباط والتضحية، فيما هم غارقون في هموم المعيشة وضيق الحال؟

رفقًا بجُند القوات المسلحة الجنوبية، فهم ليسوا أرقامًا في سجلات عسكرية، ولا مجرد تشكيلات في تقارير يومية، إنهم بشر، آباء وأبناء وإخوة، يحملون همّ الوطن فوق أكتافهم، بينما يئنّون في صمت تحت وطأة الحرمان

إنّ الإنصاف الحقيقي يبدأ بالاعتراف بدورهم البطولي، ويتجسّد في ضمان حقوقهم كاملة غير منقوصة، رواتب منتظمة، رعاية صحية لائقة، سكن كريم، وتأمين مستقبل أسرهم، فالجندي المطمئن على قوته ومعيشته، هو وحده القادر على حمل السـ. ـلاح بصلابة، ومواجهـ. ـة الأعداء بثبات

جُند القوات المسلحة الجنوبية، لم يطلبوا المستحيل، كل ما يرجونه راتبًا ثابتًا يسد رمقهم، ورعايةً تحفظ صحتهم، وكرامةً تصون أسرهم ليسوا طامعين في منصب ولا جاه، وإنما يطلبون حقًا بسيطًا يكفل لهم أن يعيشوا بإنسانية، بعدما قدّموا أرواحـ. ـهم فداءً للوطن

ولْيعلم الجميع أن إضعاف معنويات الجندي هو ثغرة تهـ. ـدد أمن الجنوب واستقراره، وأن الإهمال المستمر قد يكون أثقل سـ. ـلاح يُشهر في وجه المؤسسة العسكرية فلتكن رسالة صادقة من كل صاحب قرار، رفقًا بجُند القوات المسلحة الجنوبية، فهم صمّام أمان الوطن، وضمانة حاضره ومستقبله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى