الاعتياد على الفاجعة: خطر التبلد الحسي تجاه مأساة غزة

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ أبوخليفة الصبيحي

 

فلسطين – غزة |

لطالما تركت مشاهد الدماء جرحًا عميقًا في القلب لا يلتئم، لكن ما هو أشد وطأة من هذا الفقد الفاجع، وما يترك في الروح جرحًا أعمق وأخطر، هو أن تبدأ أعيننا في الاعتياد على هذا المشهد المرعب، وأن يصبح مشهد الدماء وبكاء الأمهات جزءًا مألوفًا من يومنا، وأن نصبح في تبلد حسي. هذا المرور اليومي على صور الضحايا وكأنها خلفية اعتيادية لحياتنا اليومية مخيف جدًا.

فنحن كل مرة نشاهد هذه الصور ونمررها بلامبالاة نخسر جزءًا من إنسانيتنا، تتآكل قدرتنا على الشعور بالوجع، وتتلاشى صرخات الضمير تدريجيًا… إننا نخسر أنفسنا ونخسر قيمنا وإنسانيتنا قبل أن تخسر غزة أطفالها، لأن فقدان الإحساس بالظلم هو بداية النهاية لكل ما نؤمن به من عدل ورحمة، وإن الاعتياد هو بمثابة استسلام وضياع للضمير الإنساني والرحمة والعاطفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى