تحركات عسكرية مصرية قرب رفح .. رسالة قوة أم تحذير؟
مصر/الدستور الاخبارية/متابعات خاصة

في ظل التصريحات الإسرائيلية تجاه مصر والدول العربية، وإصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ترحيل أهالي غزة نحو مصر والأردن وتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، جاءت الإشارات المصرية لتعلن رفضها لهذه التصريحات على المستويين الدبلوماسي والدولي.
ومع ذلك، برزت رسائل أخرى في الفترة الأخيرة تحمل إشارات تصعيدية وعسكرية، منها ظهور آليات عسكرية في منطقة رفح، على الحدود مع إسرائيل. فقد نشرت وزارة الداخلية المصرية فيديو بعنوان “أمنك رسالتنا” يظهر لأول مرة قواتها على الأرض وقدراتها القتالية، مع تأكيد ظهور ما يعرف بـ “البلاك كوبرا”.
فما هي الرسائل الموجهة من هذا الفيديو ولماذا تم تسليط الضوء على “البلاك كوبرا”؟
وفي هذا السياق، قال اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاعي الإعلام والعلاقات وحقوق الإنسان الأسبق، إن الفيديو يحمل رسائل موجهة لأعداء الوطن، تؤكد أن أمن مصر واستقرارها خط أحمر. كما أشار إلى أن الفيديو يعكس الاستعداد القتالي لرجال قطاع الأمن المركزي والقوات القتالية، بما في ذلك “البلاك كوبرا”، التي تمثل قوة خاصة لمكافحة الإرهاب وتنفيذ العمليات النوعية في البؤر الإرهابية.
وأضاف عبدالكريم أن ظهور هذه القوات في الفيديو يدل على جاهزيتها لتنفيذ المهمات المكلفة بها لحماية الجبهة الداخلية. ولفت إلى أهمية أن هذا الفيديو يعكس استعداد الداخلية لضباطها وجنودها للتعامل مع كافة المواقف، والتصدي للخارجين عن القانون، مما يعزز الأجواء الآمنة للمواطنين.
رسالة طمأنة
فيما يتعلق برسالة الفيديو، أكد مساعد وزير الداخلية الأسبق أن الفيديو يعكس الروح المعنوية العالية للشرطة وكفاءتها القتالية، مما يبعث برسالة طمأنة للمواطنين بأن جهاز الشرطة مستعد لمواجهة أي محاولات تهدف لزعزعة الاستقرار.
كما أشار عبدالكريم إلى أن تصاعد الصراعات الإقليمية والدولية فرض تحديات على مصر، مما دفع وزارة الداخلية لإبداء قدرتها على التصدي لكافة صور الخروج عن القانون.
قرب سيناء
في الأيام الماضية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر انتشار آليات عسكرية مصرية في شمال سيناء بالقرب من منطقة رفح، مما أثار تساؤلات حول دوافع هذه التحركات.
وفي هذا السياق، كشف الخبير العسكري اللواء أركان حرب محمد رفعت جاد أن مصر تعزز قواتها الأمنية على الحدود بما يتناسب مع متطلبات الأمن القومي. وأوضح أن هذه التعزيزات الأمنية تتواصل منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر من العام قبل الماضي، مما يعكس حرص مصر على تأمين حدودها.
وأضاف أن التحركات العسكرية داخل سيناء تعتبر حقاً سيادياً للدولة المصرية وتهدف للحفاظ على الاستقرار الأمني. ومن ناحية أخرى، قد تُعتبر هذه التحركات مقلقة لإسرائيل إذا تجاوزت القواعد المنصوص عليها في معاهدة السلام.
وأكد أنه على الرغم من ذلك، تظل مصر ملتزمة بمعاهدة السلام مع إسرائيل وتسعى لتعزيز استقرار المنطقة.