لمرضى الارتجاع.. هذا المشروب الصحى في قائمة الممنوعات الأساسية
الدستور الاخبارية|متابعات

من بين أكثر الأطعمة التي تثير الجدل لدى المصابين بارتجاع المريء، يظل الليمون في مقدمة القائمة، ليس فقط لأنه شديد الحموضة، بل لأن تأثيره الفعلي على الجهاز الهضمي قد يفاقم الأعراض بشكل مباشر. ورغم شهرته الواسعة كعنصر مفيد للصحة العامة، إلا أن الحقيقة العلمية تُظهر أنه خيار غير آمن تمامًا لمن يعانون من هذا الاضطراب المزمن.
وفقًا لتقرير نشره موقع drjimmykofman، فإن الليمون يُعدّ من أكثر الأصناف التي تُحفّز الارتجاع بسبب درجة حموضته الشديدة التي تقارب حموضة حمض المعدة نفسه، الأمر الذي يجعل تناوله — سواء في الطعام أو المشروبات — محفزًا لظهور الحرقة وتهيّج المريء والحلق، وربما الجهاز التنفسي أيضًا. ويشير التقرير إلى أن المشكلة لا تتعلق بالطعم اللاذع بقدر ما تتعلق بتفاعل هذا الحامض مع إنزيمات الهضم التي تصبح نشطة بصورة ضارة عند ملامستها للمواد الحمضية.
لماذا يُعَدّ الليمون مشكلة حقيقية لمرضى الارتجاع؟
يتسبب ارتجاع المريء في صعود مزيج من حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة إلى أجزاء أعلى من الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى تهيّج أغشية حساسة مثل الحلق والحنجرة والجيوب الأنفية. من بين هذه الإنزيمات، يُعدّ البيبسين الأكثر خطورة، لأنه يلتصق بالأنسجة ويمكن أن يستيقظ بمجرد التعرض لأي مادة حمضية، حتى لو كانت بسيطة.
عندما يتناول المريض قطرات من عصير الليمون أو مشروبًا يحتوي عليه، فإن هذا الإنزيم يستعيد نشاطه ويبدأ عملية تفكيك البروتينات الموجودة في بطانة الأنسجة، وهو ما يشبه “هضمًا ذاتيًا” يفاقم الالتهاب ويطيل زمن الشفاء. ويشرح الخبراء أن هذه الآلية ليست نظرية فقط، بل موثقة في مجموعة من الأبحاث التي تُظهر ارتباط الحموض القوية بتفاقم التهاب الحنجرة والارتجاع التنفسي.
مبدأ القلوية.. حجر الأساس في حماية المريء
يشير التقرير إلى أن إدارة الارتجاع لا تعتمد فقط على تجنب الأطعمة الحارة أو الدسمة، بل على خلق بيئة هضمية أقل حموضة، بحيث لا يجد البيبسين الظروف المناسبة للتنشيط. ولذلك، فإن أي طعام ذي درجة حموضة منخفضة — وعلى رأسها الليمون — يُعد من الممنوعات الأساسية. فحتى الكميات الصغيرة، مثل رشة ليمون على السلطة أو إضافة شريحة إلى كوب الماء، قد تكون كافية لتفعيل الالتهاب من جديد.
ماذا عن الادعاءات المنتشرة حول “تأثير الليمون القلوي”؟
على الرغم من انتشار مقولات تفيد بأن الليمون يتحول داخل الجسم إلى مادة قلوية، إلا أن هذا الادعاء غير مبني على أساس علمي، بحسب ما أكده الموقع ذاته. فدرجة الحموضة تُقاس قبل الهضم، ولا يمكن لليمون — بتركيبته الحامضية الصريحة — أن يؤدي أي تأثير قلوي داخل الجهاز الهضمي. كما أن النصائح التي تُشجّع مرضى الارتجاع على تناوله مع العسل أو الماء لا تستند إلى دراسة حقيقية، بل تندرج ضمن المعلومات المضللة المنتشرة على الإنترنت.
التأثيرات الممتدة إلى الجهاز التنفسي
يُشير الخبراء إلى أن الارتجاع لا يتوقف عند حدود المريء؛ بل قد يصل إلى الجهاز التنفسي العلوي، مؤثرًا في الأحبال الصوتية والأنف والحنجرة وحتى الشعب الهوائية. في هذه الحالة، يصبح الليمون أشد خطورة، لأنه يعيد تنشيط البيبسين العالق في أنسجة التنفس، ما يؤدي إلى بحة مزمنة، وسعال مستمر، وإحساس بوجود جسم غريب في الحلق. ولهذا يُعد الالتزام بالامتناع عنه جزءًا أساسيًا من علاج الارتجاع التنفسي (RR).
بدائل آمنة للحصول على فيتامين C
يظن البعض أن منع الليمون سيحرمهم من فيتامين C الضروري للجهاز المناعي، إلا أن مصادر هذا الفيتامين متعددة وآمنة، ويمكن الحصول عليها من الفلفل الحلو، أو الفراولة، أو المكملات الغذائية المتعادلة حموضيًا. فهذه الخيارات توفر الفائدة دون أن تتسبب في إعادة تنشيط الحمض أو الإنزيمات الضارة.
تجنب الليمون وحده لا يكفي
ينبه التقرير إلى أن الليمون ليس الاستثناء الوحيد. فكل ما هو حمضي بشدة — مثل الليمون الحامض، عصائر الحمضيات، الخل، المشروبات الغازية، وبعض الفواكه — يجب الحد منه أو تجنبه تمامًا حسب شدة الحالة. فالهدف النهائي هو التخلص التدريجي من البيبسين الملتصق بالأنسجة ومنع أي مادة قد تثيره من جديد.







