الرجل الذي يشبه المرحلة
مقال رأي/الدستور الاخبارية/ بسمة نصر

في الأزمنة التي يضـ. ـطرب فيها الوعي وتتكاثر الأسئلة، يكون لا بد من قرارات تشبه البوصلة، ترد الناس إلى يقينهم، وتعيد إلى المؤسسات روحها.
وهكذا جاء قرار الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي بتعيين الأستاذ صلاح عبد الله أحمد العاقل نائباً لوزير الإعلام والثقافة والسياحة، قرار لا يقرأ كخبر إداري فحسب، بل كإشارة ثقافية تحمل في طياتها معنى أعمق: أن القيادة تدرك أن الكلمة والصورة والفكرة هي جبـ. ـهات لا تقل خطـ. ـورة عن ميادين القـ. ـتال.
بين السيرة والمقام
صلاح العاقل ليس اسماً عابراً، بل مسـ. ـيرة تعرفها الساحة الجـ. ـنوبية.
رجل حمل القلم قبل أن يحمل المنصب، وآمـ. ـن بأن الإعلام رسالة، والثقافة هـ. ـوية، والسياحة نافذة يطل منها الوطن على العالم.
خبرته لم تكن أرقاماً في السيرة الذاتية، بل تجارب صاغتها السنين، وعلاقات إنسانية صادقة جعلته قريباً من الناس، مخلصاً لقضـ. تاياهم، مؤمناً أن العمل العام شرف ومسؤولية.
دلالة القرار
في تعيين العاقل، لا نرى مجرد تبديل في المواقع، بل نقرأ رؤية “الرئيس الزبيدي” في أن الوطن لا يبنى بالشعارات، وإنما برجال يعرفون قيمة الكلمة، ويؤمنون أن الهـ. ـوية الثقافية هي الحصن الأول في وجه التشـ. ـويه والتزيـ. ـيف.
الإعلام عند العاقل ليس ضجيجاً، بل وعي، والثقافة ليست ترفاً، بل جذر للوجود، والسياحة ليست مظهراً، بل انعكاساً لصورة الجنوب التي تستحق أن تروى للعالم.
أفق جديد
يأتي هذا القرار في زمن عطش فيه الناس إلى صوت صادق، وفكر منفتح، ونافذة تليق بتاريخهم العريق.
وها هو الاستاذ صلاح العاقل يقف اليوم على عتبة مرحلة جديدة، محملاً بالأمل، ومتهيئاً لأن يكون جسراً بين الحاضر والمستقبل، بين الهـ. ـوية والحداثة، بين الإنسان وأحلامه.
لقد أحسن الرئيس الزبيدي الاختيار، فوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بل في اللحظة المناسبة. فالأوطان تحتاج إلى رجال يشبهونها، يشبهون آلامـ. ـها وأحلامها معاً، والاستاذ “صلاح العاقل” أحد هؤلاء الرجال الذين حين تسند إليهم المسؤولية، يتحول المنصب إلى رسالة، والقرار إلى بداية فصل جديد من الحكاية الجنـ. ـوبية.