من بلاط الفقراء إلى قصر الرئاسة .. رئيس عربي يكشف أسرارًا لم تُروَ من قبل
الدستور الاخبارية/متابعات خاصة

من بلاط الفقراء إلى قصر الرئاسة .. رئيس عربي يكشف أسرارًا لم تُروَ من قبل
كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن محطات مؤثرة في حياته قبل دخوله عالم السياسة، متحدثًا عن الصعوبات التي واجهها بعد النكبة الفلسطينية، وأعماله المتواضعة التي اضطر إليها لتأمين لقمة العيش.
رحلة شاقة من اللجوء إلى العمل الشاق
وُلد محمود رضا عباس عام 1935 في صفد، لكن النكبة عام 1948 أجبرته مع عائلته على الهجرة إلى دمشق، حيث استقروا في حي فقير بمنزل صغير من غرفتين. هناك، واجه صعوبات مالية دفعته للعمل منذ صغره، فبدأ بمهنة شاقة في البناء، حيث كان يساعد في خلط الأسمنت ونقل البلاط مقابل ليرة سورية واحدة يوميًا، مكتفيًا برغيف خبز وصحن دبس كوجبة يومية.
لكن العمل المرهق أثر على صحته، فانتقل إلى وظيفة أقل إجهادًا كفراش في مكتب عقاري، قبل أن يعمل نادلًا في مطعم لساعات طويلة. في تلك الفترة، كان يرى أقرانه يذهبون إلى المدرسة، مما أشعل في داخله رغبة قوية في التعليم.
التعليم رغم كل العقبات
لم تمنعه الظروف القاسية من مواصلة تعليمه، فدرس من المنزل حتى حصل على الشهادة الإعدادية، ثم أكمل الثانوية العامة في الفرع العلمي، قبل أن يلتحق بجامعة دمشق لدراسة القانون. لاحقًا، حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية، مؤمنًا بأن التعليم هو السلاح الأقوى للشعب الفلسطيني في ظل فقدان الأرض والموارد.
من التدريس إلى النضال السياسي
بعد حصوله على الشهادة الإعدادية، عمل عباس مدرسًا في بلدة القطيفة بريف دمشق، براتب 126 ليرة سورية ونصف، وهو مبلغ كان كافيًا لدعم أسرته. لكنه كان يطمح لدراسة الهندسة، إلا أن التكاليف حالت دون ذلك، لكنه وجد عزاءه في نجاح أبنائه وأبناء إخوته الذين أصبح منهم أكثر من 15 مهندسًا.
في عام 1954، بدأ نشاطه السياسي سرًا، حيث أسس مع أصدقائه أول خلية فلسطينية في دمشق، والتي أصبحت لاحقًا جزءًا من حركة فتح التي انطلقت رسميًا عام 1965 بقيادة ياسر عرفات.
مسيرة سياسية حافلة
انتقل عباس عام 1957 للعمل في وزارة التربية والتعليم القطرية كمدير لشؤون الموظفين، مما أتاح له زيارة الضفة الغربية وقطاع غزة عدة مرات لاختيار معلمين للعمل في قطر. لاحقًا، أصبح أحد القادة البارزين في منظمة التحرير الفلسطينية، وتولى قيادة السلطة الفلسطينية بعد وفاة ياسر عرفات.
حياة شخصية بطابع نضالي
تزوج محمود عباس عام 1958 من أمينة عباس، ورُزق بثلاثة أبناء: مازن، ياسر، وطارق. توفي نجله مازن عام 2002 إثر نوبة قلبية، بينما أصبح ياسر وطارق من رجال الأعمال. وبسبب انشغاله السياسي، تولت زوجته مسؤولية تربية الأبناء، حيث قال: “حياتي الخاصة امتزجت تمامًا بحياتي العامة، فلم أشعر يومًا أن لدي حياة شخصية منفصلة عن النضال”.
حلم الموسيقى الذي لم يكتمل
إلى جانب السياسة، امتلك عباس شغفًا بالموسيقى، وبدأ بتلقي دروس خصوصية خلال دراسته في كلية الحقوق، لكن والده رفض ذلك بشدة، ما دفعه إلى التخلي عن هذا الحلم.
ألّف الرئيس محمود عباس أكثر من 60 كتابًا، تناول فيها مواضيع الهجرة اليهودية، العلاقات العربية الإسرائيلية، واتفاق أوسلو، ليكون شاهدًا على عقود من التحولات السياسية في الشرق الأوسط.