الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعتقل العشرات بعد مشاركتهم بمسيرات غاضبة على اغتيال هنية

فلسطين صحيفة الدستور الأخبارية

صعدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال الأيام الماضية، الاعتقالات السياسية خاصة في نابلس شمالي الضفة الغربية، واعتقلت العشرات بعد مشاركتهم بمسيرات غاضبة على اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.

ورغم استمرار حرب الابادة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وعمليات القتل والتهويد في الضفة الغربية، تستمر سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية بملاحقة المعارضين وشن حملات الاعتقال السياسي والاستدعاءات إلى مقراتها، لكن الأخطر هو ملاحقة المقاومين وإطلاق النار عليهم واعتقالهم، كما جرى مع أحدهم في مدينة نابلس قبل يومين، ومساومة المسلحين على تسليم أنفسهم وتفكيك العبوات الناسفة التي تزرعها المجموعات المقاومة في طريق آليات الاحتلال التي تقتحم المناطق الفلسطينية.

ووفق المعلومات ، فقد أصيب المطارد من قبل قوات الاحتلال إسماعيل عوكل بالرصاص الذي أطلقته عليه الأجهزة الأمنية الفلسطينية في البلدة القديمة في مدينة نابلس الخميس الماضي، وأظهرت صور بقعا من الدماء متناثرة على مسافات متباعدة خلال عملية جر المصاب على الأرض، وفق شهود عيان رفضوا الإعلان عن هويتهم.

ويقول أحدهم إن “عوكل شك باقتراب أشخاص مسلحين منه يرتدون الزي المدني، حيث اعتقد للوهلة الأولى أنهم (مستعربون) يتبعون قوات الاحتلال، غير أن أحدهم أطلق عليه الرصاص من مسافة قصيرة، قبل أن يحيطوا به ويجروه على الأرض وهو ينزف، ومن خلال حديثهم تبين لنا أنهم يتبعون لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني”.

وعوكل (28 عاما)، أسير محرر مقرب من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتقل عدة مرات، أولها وهو قاصر عام 2010، وأمضى 20 شهرا وأُطلق سراحه بـ”صفقة وفاء الأحرار”، وأُعيد اعتقاله خلال عام 2012، وأمضى 15 شهرا، وتم اعتقاله مرة ثالثة في عام 2014، ليقضي محكومية لمدة 28 شهرا، وأعيد اعتقاله بتاريخ 6/10/2021 وأمضى نحو عامين في سجون الاحتلال.

ويعاني عوكل من وضع صحي صعب، فهو بحاجة لرعاية خاصة لحالته، كونه لا يرى بعينه اليسرى، ولديه شُعر بالجمجمة وقد سبق وزُرع له “بلاتين” في رجليه، كما يعاني من ضعف عام في عضلة القلب إثر دهسه من جيب عسكري إسرائيلي أثناء طفولته.
وحاليا يخضع للعلاج في أحد مستشفيات مدينة نابلس تحت حراسة مشددة جدا، ووصفت جراحه بالمتوسطة، وقد قرر القضاء الفلسطيني توقيفه 48 ساعة، قابلة للتجديد على ذمة التحقيق.

وفي نابلس أيضا، جرى خلال الأسبوع الماضي، اعتقال واستدعاء أكثر من خمسين فلسطينيا، عقب المسيرة الضخمة التي نظمتها حركة حماس للتنديد بجريمة اغتيال إسماعيل هنية في الـ31 من الشهر الماضي، في العاصمة الايرانية طهران، فيما تبقى عشرة داخل السجون والبقية تم الإفراج عنهم.

ويقول مصدر -طلب عدم كشف اسمه- إن “الاعتقالات تمت عقب المسيرة التي رفعت فيها أعلام حركة حماس لأول مرة في المدينة منذ سنوات طويلة، حيث تمت ملاحقة من تعتقد الأجهزة الامنية أنهم من كوادر الحركة الذين أشرفوا على تنظيم تلك المسيرة، ومن الناشطين الذين برزوا خلالها، سواء بالهتاف أو رفع الرايات الخضراء”.

وأضاف المصدر: “لدينا قائمة مكونة من عشرة أشخاص اعتقلوا لدى جهاز الأمن الوقائي تحديدا، وجرى عرضهم على النيابة العامة وتم تمديد اعتقالهم لفترات متفاوتة، ووجهت لهم للأسف التهم المعتادة، مثل الانضمام لتنظيم محظور، أو إثارة النعرات الطائفية، لكن التحقيق الذي خضعوا له كان يتركز على مشاركتهم الفعالة بمسيرة التنديد باغتيال إسماعيل هنية واتهامهم بالوقوف وراء الدعوة لها وتنظيمها”.

ويشير المصدر إلى أن كل فعل موجه ضد الاحتلال سواء كان مقاومة عسكرية أو دعوة للانتفاض والخروج في مسيرات، أو غيرها، مدعاة للاعتقال والملاحقة من الأمن الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى