مسؤولة حكومية بريطانية متورطة في صفقة فساد بمليارات الجنيهات ..هل تقف وراء الفضيحة صراعات سياسية؟
بريطانيا/الدستور الاخبارية/متابعات خاصة

كشفت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية عن تورط مسؤولة حكومية وعضوة البرلمان البريطاني في صفقة فساد مالي بمبلغ يتجاوز خمسة مليارات جنيه إسترليني، بالتواطؤ مع رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة، الشيخة حسينة.
وأفادت الصحيفة أن الاتهامات وجهت إلى توليب صديق، السكرتيرة الاقتصادية لوزارة الخزانة وعضوة البرلمان عن هامبستيد وهايغيت، بمساعدتها “عمتها” الشيخة حسينة في تحويل 5.2 مليار جنيه إسترليني كانت مخصصة لمشاريع كبرى، من بينها محطة طاقة نووية.
ورفضت توليب صديق التعليق على هذه الادعاءات، بينما اعتبرها بعض أعضاء حزب العمال “ادعاءات ملفقة”. كما وصف سيد فاروق، الأمين العام لحزب رابطة “عوامي حسينة” في المملكة المتحدة، هذه الاتهامات بأنها “سياسية بحتة” تهدف إلى استهداف توليب بسبب صلتها العائلية بالشيخة حسينة.
وفقًا للتقارير، أطلقت لجنة مكافحة الفساد في بنغلاديش تحقيقًا يشمل توليب صديق ووالدتها ريهانا صديق، المقيمة في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى الشيخة حسينة التي حكمت البلاد لأكثر من 15 عامًا قبل الإطاحة بها. التحقيق جاء بناءً على أمر من المحكمة العليا في بنغلاديش، التي تزعم أن توليب قد تكون ساعدت في ترتيب صفقة لإنشاء محطة للطاقة النووية بقيمة 10 مليارات جنيه، تم توقيع اتفاقها في الكرملين قبل عشر سنوات بحضور توليب وخالتها والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
التحقيق يشمل أيضًا أفرادًا آخرين من عائلة توليب، بما في ذلك ابن عمتها ساجد وازيد جوي المقيم في الولايات المتحدة وعمها طارق صديق، الذي يُعتقد أنه مختبئ في بنغلاديش. وأكدت لجنة مكافحة الفساد التزامها بضمان الشفافية والمساءلة بغض النظر عن مكانة الأشخاص المتورطين.
القضية أثارت تساؤلات حول قدرة توليب صديق على الاستمرار في منصبها الوزاري، خصوصًا أنها مسؤولة عن مكافحة الفساد في القطاع المالي. وفي هذا السياق، أشار نائب من حزب المحافظين إلى أن الاتهامات تثير القلق بشأن مدى تورطها في القضية وما إذا كانت قادرة على البقاء في منصبها وسط التحقيقات.
من جانبها، رفضت وزارة المالية التعليق على القضية، بينما وصفت الحكومة البريطانية هذه الادعاءات بأنها “تكهنات إعلامية”. تجدر الإشارة إلى أن توليب قد خضعت سابقًا لتحقيق من قبل هيئة معايير البرلمان بشأن عدم تسجيلها إيرادات من إيجار عقار في لندن، لكنها بُرئت من التهم في أغسطس الماضي.