هواتف مغلقة وحرب جواسيس .. ما تفاصيل استراتيجية الحوثيين الجديدة؟

أخبار وتقارير/وكالات/الدستور الاخبارية

 

ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن نجاح إسرائيل في استهداف قادة الحوثيين عمّق حالة من الذعر الأمني داخل التنظيم، ما أدى إلى موجة اعتقالات واسعة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، مشيرة إلى أن الحوثيين يهدفون من خلال بث الخوف إلى إحكام سيطرتهم الداخلية.

تداعيات الضربات الإسرائيلية

بحسب صحيفة “معاريف”، أعلن الحوثيون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن مقتل رئيس أركانهم، محمد عبد الكريم الغماري، في غارة إسرائيلية، وقد أثار مقتله تساؤلات كثيرة حول مستقبل التنظيم اليمني، خاصة في ظل التهديدات الأمنية المستمرة ومدى قدرة الحوثيين على ردعها بفاعلية.

ووفقاً لمعاريف، عندما قامت إسرائيل بتصفية شخصيات سياسية وعسكرية بارزة في حزب الله اللبناني وقيادات من الصفين الثاني والثالث في سبتمبر (أيلول) 2024، استخلص الحوثيون دروساً مهمة، فاعتقاداً منهم بأن التكنولوجيا هي التي مكنت إسرائيل من تحقيق هذه الدقة، بدأوا في تجنب الاتصالات الإلكترونية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر من داخل التنظيم اليمني، أفادت أن تعليمات صدرت للحد من استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى، خاصة بين العسكريين ورجال الأمن.

وعاد الحوثيون إلى التواصل وجهاً لوجه، وقلصوا بشكل كبير الاجتماعات بين القادة، والأهم من ذلك، أنهم وجهوا الوحدات العسكرية المختلفة بالعمل بشكل مستقل في حال حدوث انقطاع في الاتصالات، وهو ما قد يقوض إحدى نقاط القوة الرئيسية للجماعة، وهي الوحدة التي كان يتم الحفاظ عليها سابقاً من خلال هيكل قيادة مركزي للغاية، ما يضمن الفعالية والتماسك.

حملة اعتقالات واسعة

وأشارت الصحيفة إلى أن استهداف إسرائيل لقادة الحوثيين قد عمّق من حالة “البارانويا الأمنية” لدى التنظيم، ما تسبب في موجة اعتقالات هائلة، حيث تم اعتقال المئات، بينهم أكثر من 50 موظفاً في الأمم المتحدة، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

ووفقاً لمصدر مقرب من التنظيم، فقد امتدت الاعتقالات لتشمل أعضاء من الحوثيين أنفسهم، على الرغم من عدم تأكيد أرقام دقيقة أو أسماء.

واتهم زعيم الحوثيين علناً موظفي الأمم المتحدة المعتقلين بالانتماء إلى شبكة تجسس إسرائيلية، وأعلن التنظيم أنه ستُجرى لهم محاكمات، وفي الشهر الماضي، أصدرت محكمة في صنعاء حكماً بالإعدام على 17 شخصاً بتهمة التجسس لصالح “دول أجنبية في حالة عداء مع اليمن بين عامي 2024 و2025″، مشيرة إلى تعاون مزعوم مع مخابرات أجنبية.

استراتيجية التخويف

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا يعكس شعور الحوثيين المتزايد بانعدام الأمن والشك العميق تجاه أي اتصال خارجي، كما أنه بمثابة تحذير للمجتمع اليمني بأن “الاختراق الإسرائيلي” لم ينبع من داخل الحركة، وأن أي عصيان أو خرق للاتصالات سيُقابل بعقوبات صارمة.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن الحوثيون يحاولون، من خلال بث الخوف، إحكام السيطرة الداخلية ومنع مشاركة المعلومات حول الهجمات الإسرائيلية، حتى في المحادثات العادية.

ونقلت معاريف عن تقارير، أن هذه الإجراءات قد لا تكون كافية لمواجهة قدرات إسرائيل، فالحوثيون قد خلقوا أعداء كثيرين في المجتمع اليمني في فترة قصيرة، كما أن التخلي الكامل عن تكنولوجيا الاتصالات الحديثة ليس عملياً ولا مستداماً، كما أن بروتوكولاتهم الجديدة تسبب عدم فعالية تشغيلية وتحديات لوجستية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى