تعميق أزمة النظام الايراني وتعقيدها وإستحالة الخروج منها

[ad_1]

موسى أفشار*
ليس من السهل أبدا وصف وتقدير مقدار ومستوى الخيبة والاحباط والفشل لدى القادة والمسٶولين في النظام الايراني من جراء المنعطف الخطير الذي وصلته الحرب الدائرة في غزة والتي أثارها النظام أساسا من أجل تخفيف أزمة النظام العامة ورفض وکراهية الشعب له والتي بلغت ذروتها خلل إنتفاضة 16 سبتمبر 2022، حيث أيقن النظام من إنه أمام حالة غير مسبوقة ولم يتسنى له مواجهة نظير لها، حالة تعلن نفسها بنفسها وهي نهاية الخط التي ليس من شبيه لها سوى ماقد جرى لسلفه النظام الملکي.
حرب غزة التي سعى النظام من وراء إشعالها أن تکون عونا له، ولکن لايبدو إن ذلك قد حصل بل وحتى يمکن القول إنها قد أصبحت وبالا عليه وبدلا من أن تساهم في حل أزمته الخانقة وإيجاد منفذا لها وبشکل خاص الرفض والکراهية الشعبية العامة خصوصا بعد أن قام خامنئي بتنصيب إبراهيم رئيسي وذلك بمثابة خيار إعلان المواجهة ضد الشعب وإرغامه على القبول بالنظام کأمر واقع، ولکن وبعد مرور أکثر من عامين توضح لخامنئي بٶس وخيبة خياره الهزيل هذا وبدلا من أن يستسلم للأمر الواقع ويقر بفشله وفشل نظامه وهزيمته فإنه لجأ الى إشعال نار الحرب في غزة کي يکون نارها ودخانها والدماء المسفوکة فيها والدمار الحاصل من جرائها، مخرجا وعونا له من الحالة والوضع السلبي الصعب الذي يرکن مع نظامه في آجمه.
النظام وبعد أن إصطدم بإنتفاضة إستمرت لستة أشهر وبقيت آثارها وتداعياتها ماثلة على الاوضاع في سائر أرجاء إيران وحتى تضاعفت مشاعر الرفض والکراهية ضده کما لم يحدث في الانتفاضات السابقة، ولأنه ومع کل ماقد قام به من ممارسات قمعية وإعدامات، لم يتمکن في نهاية المطاف من کبح جماح هذه المشاعر التي تٶکد عزم الشعب على إسقاطه، فإنه لم يجد بديلا کعادته إلا اللجوء لأوراقه المتاحة وإختياره ورقة الاوضاع في غزة وإشعالها بإعتبارها أفضل خدعة يمکن القيام بها من أجل التمويه على شعوب المنطقة عموما والشعب الايراني خصوصا، ولکن الذي أصاب النظام بأکبر صدمة لم يتوقعها، إن لعبته هذه سرعان ماإنکشفت والاهم من ذلك إن الشعب الايراني قد سبق الجميع في ذلك وجسد ذلك في إستمرار مشاعر رفضه وکراهيته للنظام والاستمرار بنشاطاته الاحتجاجية ضده.
وعندما نشیر هنا الی مشاعر الرفض والکراهیة لقاطبة الشعب الإیراني تجاه النظام وطروحاته قد یکون من الصعب للمستمع أن یتصور حجم هذه المشاعر ونوعیتها لکننا نکتفی هنا بتقدیم نموذجین لها لان الحفنة من الکیس هي عینة للکیس کله!….
النموذج الاول: بعد اربعة و اربعین عامًا من حکم الملالي في طهران وشعار الموت لآمیرکا الذي کان الشعار الثابت للنظام طیل کل هذه الفترة خداعًا وزورًا فان الشعار الشعبي السائد في کل ارجاء إیران ضد النظام هو « عدونا هنا هنا، ویکذبون علینا بان العدو هو امیرکا» …
النموذج الثاني الصادم: منذ السابع من تشرین الاول (اکتوبر) الماضی حین اندلعت حرب غزة فکان الشارع الإیراني فهو من القلائل من شوارع المدن في بلدان العالم الإسلامي الذي لم یشهد ولا مظاهرة عفویة جماهیریة لدعم ومساندة حرب غزة ….رغم جل هموم التضامن الشعبي في قلوب الإیرانیین مع القضیة الفلسطینیة وابناء الشعب الفلسطیني الصامد،… لان الشعب الإیراني ادرک وجرب ویفهم تماما حقیقة طبیعة الملالي وتوجهاتهم….
وهل في ذلک قسم لذي حجر؟ [ سورة الفجر القرآنیة – الآیة الخامسة]
مايحدث ويجري حاليا بالنسبة للأوضاع المختلفة للنظام ولاسيما بعد إستمرار حرب غزة لأکثر من شهر والمصائب والمآسي التي نجمت وتداعت عنها، هو إنها إزدادت صعوبة وتعقيدا وحتى إنه قد صارت هناك قناعة تامة بإستحالة تحسن هذه الاوضاع، ولذلك فإن النظام الايراني يعيش الان حالة غير مسبوقة إذ أنه إضافة الى تخوفه من الاوضاع الداخلية وإحتمال تفجرها مجددا، فإنه يتخوف أيضا من إنعکاسات ومضاعفات السيناريو المشبوه الذي قام به في غزة!
*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية