الإعلامية بسمة نصر تكتب.. أديب العيسي: روح الجنوب الخالدة
تقرير/الدستور الإخبارية/خاص:

كتب/ بسمة نصر
في 13 ديسمبر 1975، ولد في مدينة عدن فتى سيحمل في قلبه “إرثا من الشجاعة والنضال”، [ أديب محمد صالح العيسي]، المعروف بـ”أبو محمد”.
كانت دماء والده الشهيد العقيد الركن [محمد صالح العيسي] تجري في عروقه، فوالده الذي قاوم “الاستعمار البريطاني” واستشهد في أحداث 13 يناير 1986، زرع فيه بذور التحدي والإصرار على الدفاع عن “الأرض والكرامة”.
نشأ [ أديب ] في بيت يقدس القضية الجنوبية، وعمل منذ صغره على امتلاك أدوات الفهم والسياسة، متسلحا ببكالوريوس في العلوم السياسية، ليصبح صوتا للحق وصانعا للتغيير.
محطات من النضال
كان [ أديب العيسي ] حاضرا حيث تحتاج العدالة إلى صوت شجاع.
ففي ثورة 16 فبراير 2011: وقف في ساحات المنصورة، يرفع راية الحرية، ويقود المليونيات السلمية، مؤمنا بأن قوة الشعوب في سلميتها لا في صراخها وحده.
وفي مؤتمر القاهرة 2011: ألقى كلمة الشهداء والجرحى، متحديا الانقسام، داعيا للوحدة، موحدا القوى الجنوبية في نداء واحد من أجل الوطن.
وفي المقاومة الجنوبية 2015: كان السد المنيع في وجه المليشيات، حاملا السلاح بروح المناضل وبعقل السياسي، محافظا على عدن وكرامتها.
اما منتدى الشراكة الوطنية الجنوبية: سعى للصلح بين الأطراف، مؤمنا بأن الوحدة الجنوبية ليست حلما، بل واجب ومسؤولية، وأن الطريق إلى الحرية لا يكتمل إلا بالتضامن.
إرث لا يموت
رحل [ أديب العيسي ] يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 إثر ذبحة صدرية مفاجئة، تاركا وراءه فراغا في الساحة الجنوبية، لكنه ترك إرثا لا يزول.
فقد كان مثالا “للوفاء للوطن”، وعنوانا “للشجاعة والصدق”، وسيظل اسمه محفورا في ذاكرة الأجيال، صدى لكل من يسعى للحرية والكرامة.
[ أديب العيسي ] لم يكن مجرد قائد، بل كان روحا تمشي بيننا، تذكرنا بأن الوطن يستحق أن نحيا لأجله، وأن النضال الحقيقي يبدأ حيث تنتهي الكلمات وتبدأ الأفعال.