أيهما اشد خطراً على العرب .. إيران أم إسرائيل..!؟

[ad_1]
أ.العنود الهلالي
كثير من المجتمعات العربية لا ترى في المشروع التوسّعي الايراني خطرا على أمنها، خاصة عندما تتم مقارنة إيران بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فعندما تتساءل: أيهما أخطر على العرب؟، إسرائيل أم إيران! وأيهما يمثل الخطر الحقيقي على المنطقة العربية؟؟ تجد الجواب حاضرا دون تردد: إسرائيل وأمريكا أخطر على العرب من إيران، فإيران دولة مسلمة وتدعم القضية الفلسطينية!
أصحاب هذا الرأي كما يقول الدكتور طه الدليمي: (محكومون بنظرية “ختم العداوة” وهي كعقيدة “ختم النبوة”، أصحابها يعتقدون أنه لا يوجد في الكون كله من عدو إلا أمريكا واليهود. وأن الأعداء ختموا ببعثة يهود ومجيئهم إلى فلسطين. فإذا أضفت عدواً ثالثاً فكأنك كفرت بإنجيل السياسة. وفاعله مطرود من دائرة الفهم والوعي والعلم! فإذا قلت: إن في الساحة، لاعباً ثالثاً، وعدواً آخر هو إيران قالوا: هذا غير صحيح، وإيران بلد مسلم. وكأن المسلم مباح له أن يقتل ويسلب ويستبيح ويتآمر ويُركب أمريكا على ظهره ليعبر بها إلى داخل الأمة، ويكون أشد عداوة، وأكثر ضراوة من الكافر! ولا يجوز لك أن ترده، وتكف شره! لماذا؟ حتى لا نشتت جهود الأمة عن أمريكا واليهود!!!)[1]
إيران .. خطر متعدد الأبعاد
إذا كانت اسرائيل قد احتلت حيزا من الأراضي العربية فإن إيران لا تختلف عنها في شيء، بل أنها سبقتها إذ احتلت الأحواز العربية منذ العام ١٩٢٥ ولم تقف عند ذلك الحد، بل اتبعت ذلك باحتلالها الجزر العربية الثلاث “طمب الكبرى وطمب الصغرى وجزيرة أبو موسى” واستمرت طموحاتها التوسعية في بسط نفوذها في المنطقة حتى استولت على القرار السياسي في العراق وسوريا ولبنان واليمن.. ولازالت تتمادى في محاولاتها الحثيثة لزعزعة أمن واستقرار كامل المنطقة العربية وتحويلها إلى بؤرة للتوتر والنزاع ليسهل تمرير مشروعها التوسعي العابر للحدود. إذن فمقياس الاستيطان والتوسع يصب في صالح إيران بينما إسرائيل تبني حولها الأسوار لتحمي نفسها.
الأدوات الناعمة للمشروع الإيراني
لا تنحصر الوسائل التي تستعملها إيران في مشروعها التوسعي في المنطقة على التدخل السياسي في الدول والدعم المالي والعسكري، بل إن أهم وأقوى الوسائل يكمن في استخدامها الدين لخدمة أغراض السياسة القومية العنصرية الخاصة بها، وفي هذا يقول الكاتب صلاح المختار في كتابه “صراع الهويات القومية” : (لإخفاء الطبيعة القومية للتوسعية الفارسية أُسقط الشاه القومية الفارسية، ونصب بدلًا عنه الخميني ونظام الملالي، وهو نظام فارسي قومي الجوهر، لكنه أراد التخفي خلف الدين لإبعاد شبهة الدفاع القومي الفارسي، وتضليل بعض العرب والمسلمين.)
إذن وجد الفرس في التشيع ترسًا يحمي طموحاتهم الأممية لذا تتجه إيران دوما إلى استغلال عواطف الشيعي العربي وتعمل على ربطه بها بخطاب طائفيٍّ لتحوِّله بعد ذلك إلى خنجر إيراني في خاصرة بلده التي يسكنها.
“مشروع إيران مشروع أممي، تريد به فرض التشيع بكل السبل على الأمة؛ وهذا يعود بالنفع على مشروعها السياسي. وهم يطلقون على (المرشد) لقب (ولي أمر المسلمين). وامبراطورية الفرس مسألة حاضرة بقوة في الذاكرة الإيرانية، ومناهج دراستهم شاهد على هذا. وهم لن يقبلوا بأقل من شريك منافس مع القوى العالمية، كما كانت دولة فارس في التاريخ.”[2]
أما عن العداوة التي تظهرها إيران لإسرائيل وأمريكا فهي ليست إلا للاستهلاك المحلي والعالمي ومحاولة اكتساب شعبية في أوساط العرب والمسلمين.
إن خطر اليهود واضح جلي وتناقضنا مع مشروعه الاحتلالي لفلسطين لا لبس فيه، وليس بيننا من يختلف عليه. أما مشروع إيران الذي صدرته إلى العراق وسورية ولبنان واليمن، وتعمل على تصديره إلى دول الخليج العربي، وباقي المنطقة فلازال خطره يخفى على الكثيرين ممن خدعوا وخدروا بالدعاية التي تقوم إيران بترويجها وهي اتهامها كل من يعارض مشاريعها في المنطقة بالعمالة للمشروع الأمريكي الاسرائيلي، بينما الواقع يؤكد على حقيقة تكامل المشروع الإيراني مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي، واتفاقهما في الوسائل والأهداف!
2023/11/8
[1] مصطلح أطلقه الدكتور طه الدليمي على من يعتقدون أنه لا يوجد في الكون كله من عدو إلا أمريكا واليهود. وأن الأعداء ختموا ببعثة يهود ومجيئهم إلى فلسطين. فإذا أضفت عدواً ثالثاً فكأنك كفرت بإنجيل السياسة. وفاعله مطرود من دائرة الفهم والوعي والعلم!
أ.العنود الهلالي
[2] د. طه حامد الدليمي، الجمهورية الايرانية .. العداوة الأبدية