وزير أردني سابق يكشف عواقب أحداث السويداء .. ورغبة إسـ ـرائـ ـيـل في تقسيم سوريا
أخبار وتقارير/الدستور الاخبارية

رغم سنوات الهدوء النسبي، التي عاشتها محافظة السويداء السورية، في ظل النظام السابق، إلا أنها تصدرت الواجهة مؤخراً، إثر تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية، وما رافقها من احتجاجات وحراك شعبي، اتخذ أبعاداً حساسة في توقيت دقيق، تزامن مع التدخل الإسـ ـرائـ ـيـلي المباشر في الأحداث.
في هذا السياق، أجرى 24 حواراً مع المحلل السياسي الأردني سميح المعايطة، للوقوف على ما يجري في السويداء، وتأثير الحراك المحلي على الخريطة السورية بشكل عام، ودور الأطراف الإقليمية والدولية في تأجيج أو احتواء هذه الأزمة.
وأوضح المحلل أن محافظة السويداء، كغيرها من مناطق الأقليات في سوريا، لطالما حملت حالة من عدم الثقة تجاه الإدارة السورية الجديدة، نتيجةً لخلفيات الص~راع مع التنظيمات المت~طرفة، التي كانت تنشط سابقاً في البلاد.
تقسيم سوريا
وأكد معايطة وجود تيارين واضحين داخل المجتمع المحلي: أحدهما يمثل الأغلبية، التي تريد البقاء ضمن كيان الدولة السورية، والآخر يُجاهر علناً بفكرة الانفصال عن سوريا، وهذا يتقاطع بوضوح مع مشاريع خارجية أبرزها المشروع الإسـ ـرائـ ـيـلي لتقسيم سوريا، وأن تكون أدوات لإسـ ـرائـ ـيـل في الجغرافيا السورية، من خلال قضية الأقليات.
تأثير الحراك على الجغرافيا السورية
وعند سؤال عن أي مدى يمكن أن يؤثر ح~راك السويداء على باقي الجغرافيا السورية؟، لفت وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال في الأردن سابقاً إلى أن ما يحدث في السويداء لا يمكن عزله عن باقي سوريا، مُشيراً إلى أن نجاح هذا الح~راك في فرض وقائع جديدة، خاصة إذا ترافق مع دعم خارجي كالدعم الإسـ ـرائـ ـيـل، قد يؤثر على مناطق أخرى فيها أقليات، لتكرار التجربة.
وأوضح المحلل الأردني أن إسـ ـرائـ ـيـل هي الطرف الخارجي الأكثر تدخلاً وتأثيراً في ملف السويداء، بعكس دول إقليمية أخرى مثل تركيا، إذ اكتفت بإصدار مواقف إعلامية، دون الدخول في عمق الصراع.
وأردف المستشار السياسي الأسبق لرئاسة الوزراء الأردنية، أن إسـ ـرائـ ـيـل تسعى لاستخدام ورقة الأقليات، خصوصاً الدروز، لفرض واقع جديد يخدم مخططاتها في تقسيم سوريا، أو على الأقل إخراج السويداء عن السيطرة المركزية.
الاقتصاد على المحك
وأرجع المحلل أن ما جرى في الأيام الاخيرة، أظهر أن الدولة السورية تتجه نحو تعزيز الجبهة الداخلية، ومعالجة الملفات الاقتصادية، دون خوض مواجهة مباشرة مع إسـ ـرائـ ـيـل، واصفاً هذا الخيار بأنه واقعي، في ظل ميزان القوى الحالي، وبيّن أن القيادة السورية اختارت امتصاص الأزمة، والالتفات نحو بناء الدولة، بدلاً من الانجرار إلى مواجهة غير مضمونة قطعاً.
موقف الأردن
وأشار إلى أن الدول المجاورة، وتحديداً الأردن، تنظر إلى استقرار سوريا كمصلحة وطنية عليا، فكل قلق أمني أو سياسي في الجنوب السوري يُنذر بتداعيات إقليمية، مؤكداً أن الأردن يفضّل التعامل مع دولة سورية موحدة ومستقرة، بعيداً عن سيناريوهات التقسيم أو الفوضى، وأيضاً لبنان والعراق لهما ملفات أخرى بالنظر إلى واقع الدولة السورية.
وأوضح المحلل أن التصعيد العسكري الإسـ ـرائـ ـيـلي لم يكن مجرد رد فعل، بل يحمل رسائل استراتيجية واضحة، تتجسد في محاولات فرض مناطق منزوعة الس~لاح داخل الأراضي السورية، من الجولان المحتل وحتى جبل الشيخ، وكشف أن تصريحات رئيس الوزراء الإسـ ـرائـ ـيـلي نت~ني~اهو الأخيرة عكست هذه الرغبة في خلق شريط إسـ ـرائـ ـيـلي آمن، وحتى لا تشكل أي خ~طر على الدولة العب~رية.
مستقبل الت~طبيع بين سوريا وإسـ ـرائـ ـيـل
وأكد المحلل أن إسـ ـرائـ ـيـل لا تحتاج لاستغلال هذه الأزمة في الواقع السوري، بل فعلت ذلك سابقاً منذ فترة في مناطق مثل القنيطرة، وتسعى بشكل ممنهج إلى فرض أمر واقع في الجنوب، مضيفاً أن الطموح الإسـ ـرائـ ـيـلي بوجود مناطق خالية من الس~لاح ما زال قائماً، رغم أن الشروط الموضوعية لتقسيم سوريا بشكل كامل لا تزال غير موجودة في هذه المرحلة.
ورأى المحلل أن أمري~كا لعبت دوراً بارزاً في صياغة الحل الأخير في السويداء، لكنه جاء على حساب الدولة السورية، وتوقّع أن تتريث دمشق في ملف الت~طبيع مع إسـ ـرائـ ـيـل، رغم كونه مطروحاً ضمن خيارات مستقبلية تهدف لتعزيز الاستقرار الداخلي.
وختم بالقول إن أي مفاوضات قادمة ستكون شاقة، نظراً لاختلاف الرؤى بين الطرفين، خاصة أن السوريين يريدون أمناً وحدوداً مستقرة دون تدخلات خارجية، بينما تسعى إسـ ـرائـ ـيـل إلى اتفاق سلام، يضمن لها سيطرة أمنية غير مشروطة داخل العمق السوري.