عبدالرحمن جناح.. نموذج المسؤول العصري بين السياسة والإدارة

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

بقلم/ محمد المسوري

 

حين يُذكر اسم عبدالرحمن جناح، يتبادر إلى الذهن فورًا صوت الدولة اليمنية الرسمي، ووجهها الإعلامي المتزن. لكن ما لا يعرفه كثيرون أن جناح ليس مجرد إعلامي محترف، بل شخصية إدارية واقتصادية وسياسية متعددة الأبعاد، قلّما تجتمع في شخص واحد في هذا الظرف اليمني الاستثنائي.

ليس مجرد متحدث رسمي باسم رئاسة الجمهورية، بل عقل منظم وفاعل سياسي ومراقب دقيق للأداء الحكومي والخدمي،

ويشرف على توحيد الخطاب الوطني داخليًا وخارجيً لكنه في العمق أبعد من أن يُختزل في وظيفة أو لقب. فالرجل يتمتع برؤية شاملة للدولة، وبخبرة متقدمة في إدارة الملفات السياسية، وتحليل الأوضاع الاقتصادية، والإشراف الإداري والرقابي على أداء المؤسسات، إلى جانب خبرته الواسعة في العمل الإعلامي الاحترافي.

 

لعب جناح أدوارًا استراتيجية بصمت، منها

الإشراف على الرقابة لأداء الحكومة والسلطات المحلية في مجال الخدمات، يتابع عن كثب مستوى الخدمات العامة، ويرصد مكامن القصور، ويقوم بإيصال صوت المواطن بوسائل مهنية ومسؤولة، مما يجعله شريكًا في تحسين الأداء العام، والمساهمة في توجيه السياسات الإعلامية والاتصالية بما يخدم الاستقرار والسيادة.

والتزامه العميق بأن الإعلام لا يجب أن يكون مهادنًا أو صامتًا أمام الخلل، بل شريكًا فاعلًا في الإصلاح والبناء، ولذلك نجده يكرّس جهده لمتابعة أداء السلطات المحلية في المحافظات، من حيث الخدمات الصحية، والتعليمية، والبنية التحتية، وحلول الأزمات الخدمية، ويعكس صورة حقيقية للرأي العام، مقرونة بتوصيات إعلامية للجهات المختصة.

فإن حضوره لا يقتصر على نقل الموقف الرسمي، بل يمتد إلى تحليل السياسات، وقراءة التحولات، وصياغة الخطاب السياسي بلغة تُراعي الداخل اليمني والخارج الإقليمي والدولي، مستندًا إلى شبكة علاقاته الممتدة ومصداقيته التي أكسبته احترام الإعلاميين والناشطين والقيادات على حد سواء.

عبدالرحمن جناح ليس نموذجًا تقليديًا للناطق الرسمي، بل منظومة قيادية متنقلة، تجمع بين الحكمة السياسية، والاحتراف الإعلامي، والفهم الاقتصادي، والإدارة الحديثة، وهذا ما جعله واحدًا من الأسماء النادرة التي يراهن عليها في بناء الدولة اليمنية الحديثة، لا فقط في الحديث عنها.

عبدالرحمن جناح باختصار هو صوت الدولة وعقلها الإداري وضميرها الإعلامي، ورؤيتها الاقتصادية والسياسية في آنٍ واحد. وهو من القلائل الذين لا يختبئون خلف المناصب، بل يعملون على تحويلها إلى أدوات لخدمة اليمن، والدفاع عن مؤسساتها، وإعادة الاعتبار لصوتها الرسمي.

جناح نموذجًا نادرًا في بيئة عمل تتطلب الانضباط والصدق، ويؤكد من خلال ممارسته اليومية أن العمل الوطني لا يقتصر على المديح، بل يقوم بدوره في الرقابة، والمتابعة، والمساءلة، بحس وطني لا يتنازل عن الحقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى