اليوم العالمي للعلم: ذكرى وانتصار، وواقع مؤلم

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

بقلم/ محمد يوسف النسري

 

في السادس عشر من أبريل، يحتفي العالم باليوم العالمي للعلم، وهو يوم يعكس أهمية العلم في حياتنا ويجسد انتصار المعرفة على الجهل والنور على الظلام.

 

في هذا اليوم العظيم، يرفرف العلم عاليًا، ويحتفي العالم بذكرى انتصار المعرفة على الجهل. إنه يوم عالمي للعلم، يوم يتجلى فيه نور الفهم ويُبدد ظلمات الجهل.

 

نتذكر مرحلة انتقالنا من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ونتذكر سطوع شمس المعرفة، وفوز الكلمة، وانتصار الحق، ورفع راية التوحيد. نتذكر تلك الأيام التي قضيناها بين صفحات الكتاب، وتلك الليالي التي أمضيناها بين جدران المدرسة ومع أصدقاء العلم والبصيرة.

 

هذا اليوم يجعلنا نتذكر توبيخ آبائنا لكي نستمر في التعليم، ونصيحة مدرسينا التي لم تذهب أدراج الرياح، لأننا استفدنا من كل كلمة قيلت لنا ومن كل نصيحة وجهت لنا بكل حب. الآن أدركت أن ما مررنا به كان لابد أن نمر به.

 

شكرًا لكل تلك الدروس الصعبة التي صقلتنا وجعلت منا أبطالًا نواجه الحياة بشجاعة وإصرار. شكرًا لدروب المعرفة ولمن رافقنا بها وجعلنا نؤمن بأن الوصول ليس مستحيلًا. شكرًا لأمي لأنها كانت تحضر لي الفطور قبل موعد ذهابي إلى المدرسة، وشكرًا لوالدي لأنه كان يراجع معي دروسي قبل أن أنام.

 

شكرًا لكل مدرس، وأعلم أن كلمة الشكر لا توفيهم حقهم، شكرًا على العطاء، شكرًا لما قدموه لنا من علم، شكرًا لأنهم شجعونا، ولولاهم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن.

 

في هذا اليوم، يتضاعف حزني لأنه يذكرني بأن التعليم لم يعد كما كان في السابق. أصبح التعليم في وطني ركيزة منهارة، لا أعلم لماذا أو ما هي المسببات أو من الذي أوصلنا إلى هذا الحال. ربما هي سياسة ممنهجة أرادت أن تقتل العلم في جنوب اليمن.

 

حينما أرى المعلمين يشتكون من الجوع، أحزن، وحينما أرى أطفال من تعلمنا على أيديهم يعانون الفقر، أتألم لما هم فيه. مسؤولون لا يبالون بما يحدث، يتركون واجبهم، ولا يهمهم سوى أنفسهم. أسر حاكمة وأقليات تقود بلادنا إلى مستنقع الجهل وتعيدنا إلى ما قبل يوم السادس عشر من أبريل.

 

من المنقذ؟ ومن سيعيد إحياء ذكرى اليوم العالمي للعلم في بلادنا؟ في ظل هذا الواقع المؤلم، أجد نفسي أتساءل: هل يمكن للعلم أن يبقى حيًا في ظل الظلام؟ وهل يمكن للمعرفة أن تستمر بالنمو في تربة الجهل؟ يبدو أن الإجابة تكمن في أيدينا، في إرادتنا الجماعية أن نغير واقعنا، أن نعيد بناء أسس العلم والمعرفة في وطني.

 

فلنكن الشرارة التي تشعل فتيل التغيير، ولنجعل من هذا اليوم العالمي للعلم بداية جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى