الجنوب والشائعات.. معركة الوعي في وجه التضليل

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

كتب : لوزة الضالعي

 

في مرحلة حرجة تمر بها القضية الجنوبية، تتكالب قوى التضليل الإعلامي والنفسية على الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي، عبر حملات منظمة تهدف إلى زعزعة الثقة، وتشويه الحقائق، وإحباط الشعب الجنوبي في لحظة مفصلية من تاريخه السياسي والنضالي.

لقد باتت الحرب اليوم متعددة الأوجه، لم تعد فقط على جبهات القتال، بل امتدت إلى الفضاء الإعلامي وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث تُبث الشائعات وتُفبرك الأخبار وتُطلق الأكاذيب بهدف خلط الأوراق، وإيهام الناس بأن المجلس الانتقالي هو السبب وراء معاناتهم الاقتصادية والخدمية.

إن ما يعيشه الجنوب من غلاء معيشي، وتدهور في الخدمات، ليس نتيجة فشل داخلي بل نتيجة سياسات ممنهجة وخطط مدروسة لإضعاف الجنوب وإرغامه على الخضوع لقوى لا تريد له الاستقلال ولا تقرير المصير. هذه الأزمات المتراكمة ليست إلا أدوات تُستخدم كسلاح ضد إرادة الشعب الجنوبي الحرة.

ورغم كل هذا، يواصل البعض الهجوم على المجلس الانتقالي، متجاهلين حقيقة أن هذا المجلس هو من حمل القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية، وثبّت أقدامها على طاولة السياسة الإقليمية والدولية، بعد أن ظلت لعقود طويلة مهمشة ومنسية.

فليجب من يهاجمون المجلس: ما البديل؟ ومن غيره استطاع أن يوحد الصوت الجنوبي ويوصله إلى العالم؟

إننا اليوم أمام معركة وعي، تتطلب من جميع الإعلاميين الجنوبيين، والناشطين، والمثقفين، الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة هذه الحملات الممنهجة. يجب أن نُعرّي الأقلام المأجورة، ونُفضح محاولات التزييف، وندعم المجلس الانتقالي كجدار صد سياسي وشعبي أمام كل محاولات النيل من الجنوب وقضيته.

المرحلة صعبة بلا شك، لكنها تتطلب الثبات. ومع كل هذه التحديات، نقول بصوت واحد:

صامدون مهما تكالبتم علينا في الجبهات، ومهما حاصرتم حياتنا، ومهما بثثتم من إشاعات وأكاذيب. لن نخضع، حتى نحقق هدفنا في الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، كاملة السيادة، بعاصمتها عدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى