الصين تثأر : وترامب يكشف عن استراتيجيات الرد .. ما القصة ؟

أخبار وتقارير/الدستور الاخبارية

 

في تصعيد لافت للحرب التجارية، ردّت الصين على الرسوم الجمركية الأميركية بإجراء اعتبر “ثأرياً” تمثل في فرض قيود صارمة على تصدير معادنها النادرة إلى شركات التكنولوجيا الأميركية، ما يهدد بإرباك سلسلة التوريد العالمية ويضع الصناعات الأميركية في مهب عاصفة اقتصادية متوقعة.

وتأتي الخطوة الصينية عقب إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 2 أبريل، فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على السلع الصينية، وصلت في بعض الحالات إلى 145%، ضمن جهود تهدف إلى تقليص العجز التجاري ومعالجة مخاوف الأمن القومي، خاصة المتعلقة بتهريب الفنتانيل.

حظر صيني يشل الصناعة التقنية

في 4 أبريل، أعلنت وزارة التجارة الصينية فرض قيود على تصدير 7 معادن نادرة أساسية تشمل الساماريوم، الغادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، اللوتيتيوم، السكانديوم، والإيتريوم. وتُستخدم هذه العناصر في صناعة مغناطيسات عالية القوة تدخل في إنتاج السيارات الكهربائية، أنظمة الدفاع، أشباه الموصلات، والتقنيات المتقدمة.

ورغم أن القيود تُلزم المصدرين بالحصول على تراخيص خاصة، إلا أن غياب آلية واضحة للحصول على تلك التراخيص عملياً أدى إلى توقف شبه كلي للصادرات، ما أثار هلعاً في أوساط الشركات الأميركية.

ترامب يرد باستراتيجيات طويلة المدى

وردّت إدارة ترامب بسلسلة من الإجراءات الاستراتيجية، أبرزها صياغة أمر تنفيذي يتيح تخزين معادن من أعماق البحار لتقليل الاعتماد على الصين، إلى جانب دعم الإنتاج المحلي عبر شركات مثل “أم بي ماتيريالز” و”ريدوود ماتيريالز” التي تعمل على استخراج وتكرير المعادن داخل الولايات المتحدة وإعادة تدوير بطاريات الليثيوم.

كما بدأت واشنطن في تعزيز شراكات دولية مع دول غنية بالمعادن الأساسية مثل أستراليا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لتأمين مصادر بديلة لليثيوم والكوبالت.

قطاعات مهددة بالشلل

السيارات: يواجه قطاع السيارات الكهربائية الأميركي خطر التوقف، مع احتمال انخفاض مبيعات سنوية بما يصل إلى مليوني سيارة بسبب انقطاع الإمدادات.

الدفاع والفضاء: تعتمد الأنظمة العسكرية المتقدمة على معادن نادرة تدخل في أنظمة التوجيه والاتصالات، ما يجعل الحظر تهديداً للأمن القومي.

الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة: تستخدم المعادن الصينية في تصنيع أشباه الموصلات، وغيابها قد يعوق التقدم الأميركي في هذا المجال الحاسم.

تصعيد متبادل بالرسوم الجمركية

أعقب قرار ترامب فرض رسوم تصل إلى 145% على الواردات الصينية، ردّت بكين برفع رسومها الجمركية على المنتجات الأميركية إلى 125%، واستهدفت سلعاً حيوية مثل المنتجات الزراعية والسيارات، وعلقت شراء فول الصويا الأميركي، وتقدّمت بشكاوى إلى منظمة التجارة العالمية.

مأزق عالمي

تشير التقديرات إلى أن تصاعد هذه الحرب التجارية يهدد بإعادة تشكيل خريطة الصناعات العالمية، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة الحد من اعتمادها على الصين، بينما تستخدم بكين هيمنتها على المعادن النادرة كسلاح اقتصادي فتاك.

وتبدو المواجهة مرشحة لمزيد من التصعيد، مع استعداد كلا الطرفين لخطوات أكثر جرأة في معركة تكنولوجية واستراتيجية ستحدد ملامح الاقتصاد العالمي لعقود قادمة.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى