سقطرى: في مواجهة التهميش المستمر
سقطرى/الدستور الإخبارية/خاص:

بقلم/ الإعلامي والصحفي الرياضي محمد أبوبكر بن قبلان السقطري
عندما انعقدت انتخابات قيادة الاتحاد العام لكرة القدم في الدوحة، كان أبناء سقطرى يترقبون بفخر وأمل أن يكون لهم صوت في مجلس الاتحاد، ممثلًا بالأستاذ أحمد جمعان، الذي ترشح ليحمل هموم الرياضة السقطرية وطموحات شبابها الموهوبين.
لكن المفاجأة كانت صادمة، حيث لم يحالفه النجاح، أو ربما تم استبعاده بطريقة غير واضحة، مما أثار تساؤلات مشروعة لدى أبناء سقطرى: لماذا يتم تهميش الجزيرة دائمًا؟ ولماذا يُحرم شبابها من التمثيل العادل في الرياضة الوطنية؟
أليست سقطرى جزءًا من هذا الوطن؟ أليس لأبنائها الحق في أن يكون لهم ممثل يدافع عن حقوقهم في الاتحاد؟ لماذا يُعاملون وكأنهم خارج دائرة الاهتمام؟
الرياضة السقطرية ليست مجرد لعب وتسالي، بل هي موهبة متأصلة في نفوس الشباب، وعشق يجري في عروقهم.
لدينا ناشئون مبدعون، وشباب متألقون، وأسماء رياضية تستحق أن تكون في المنتخبات الوطنية، ولكن للأسف، لا أحد يلتفت إليهم، ولا أحد يمنحهم الفرصة لإثبات أنفسهم.
بينما نرى الاهتمام بمناطق أخرى، نجد أن سقطرى تُركت خلف الأضواء، وكأنها لا تملك كفاءات رياضية تستحق الظهور.
كم مرة شاهدنا مواهب سقطرية تتألق في البطولات المحلية؟ كم مرة سمعنا عن لاعبين شبان يبهرون الجماهير بمهاراتهم؟ لكن رغم ذلك، لم يجدوا من يحملهم إلى المستوى الذي يستحقونه. لا يُختارون للمنتخبات، ولا تُتاح لهم الفرص، وكأنهم مجرد أرقام تُذكر دون أن يُلتفت إليها.
نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بحقوق مستحقة! نطالب بأن يكون لأبناء سقطرى نصيب من الاهتمام، نطالب بأن يكون لنا ممثل في قيادة الاتحاد ليكون صوتنا في صناعة القرار الرياضي، نطالب بأن يتم اختيار لاعبينا وفقًا لمواهبهم، وليس وفقًا لمعايير مجحفة تُقصيهم دون سبب.
سقطرى ليست جزيرة منسية، بل هي موطن للموهبة والإبداع، ومن حق شبابها أن يُنصفوا، وأن يُتاح لهم ما يُتاح لغيرهم من فرص لإثبات جدارتهم على المستوى المحلي والدولي.
رسالة إلى كل من يهمه الأمر:
إن تهميش جزيرة سقطرى في المجال الرياضي ليس مجرد إقصاء لمنطقة جغرافية، بل هو إقصاء لمواهب شابة وأحلام تتطلع إلى تمثيل وطنها ورفع رايته في المحافل الرياضية. إن غياب التمثيل السقطري في قيادة الاتحاد العام لكرة القدم يحرمنا من الاستفادة من طاقات وإبداعات شباب الجزيرة الذين أثبتوا مرارًا وتكرارًا جدارتهم وتألقهم في مختلف البطولات المحلية.
إننا نوجه نداءً حارًا إلى كل المسؤولين والمعنيين بالشأن الرياضي في بلادنا: أن ينظروا بعين الإنصاف إلى سقطرى، وأن يمنحوا أبناءها الفرصة التي يستحقونها للمشاركة في صنع القرار الرياضي، وتمثيل وطنهم في المحافل الدولية. فالتنوع الذي تزخر به بلادنا يجب أن ينعكس في كل مجالات الحياة، وخاصةً في الرياضة التي تجمعنا وتوحدنا تحت راية واحدة.
لنكن جميعًا على قدر المسؤولية، ولنفتح الأبواب أمام كل موهبة، بغض النظر عن موقعها الجغرافي، فالوطن يتسع للجميع، والنجاح يُبنى بتكاتف كل أبنائه.