عَتِيْق أبا عَتِيق … تفكيك الدعاية الصهيونية … ومنهج الوصابي

[ad_1]
4b06f2d6 fc97 4980 81d8 0d15472f610d

تونس/ صحيفة الدستور الإخبارية/ خاص:

كتب/ صديقة التستوري

“َالشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ ” حزقيال (6-9)

هذا العبارة من الكتاب المقدس يحسن الباحث الأكاديمي الوصابي بربطها بسياق مثل شعبي يمني: “عتيق أبا عتيق” والدعاية الصهيونية متتبعا سياقه في مقالته التي نشرت قبل أيام في المواقع والصحف العربية وحققت ازدهارا كبيرا. ما لفت نظري تلك السهولة في العرض والسلاسة في المنهج الفريد الذي يشكل هوية بحثية خاصة حيث بدأ بالمثل الشعبي (عتيق أبا عتيق) الذي أثار رعب اليهود والاعجاب والفخر عند العرب؛ مرورا بالسياق التاريخي ظروف نشأة المثل (قرار تقسيم فلسطين) 1947 والأحداث التي وقعت في عدن، ليكشف أن عتيق الرداعي كان مقاوما للمحتل البريطاني ولم يكن بتلك الصورة التي رسمتها الدعاية الصهيونية والتي في الأصل هي اسقاط لجينات الشخصية اليهودية ويستشهد بالمثل العربي ” رمتني بدائها وانسلت” ويوثق ذلك باعتراف الإعلامي(Shlomo Barer)،الإسرائيلي (باليد المجهولة) وهو شاهد عيان على الوكالة اليهودية التي كانت تسوق اليهود الى فلسطين من اليمن بأي ثمن؛ وانتهاء بتتبع نشأة العنف وقتل الأطفال والنساء او رصده في أماكن كثيرة من الكتاب المقدس ودموية رب اليهود (إلوهيم) ليظهر نتينياهو مستشهدا بنفس الاقتباسات التي رصدها الباحث الوصابي من قبل في التأصيل لقتل النساء والأطفال في عقيدة اليهود.

ف”عتيق أبا عتيق” هذا هو حال اليوم والبارحة والغد، ولسيما الأساليب البدائية ذاتها التي ينتهجها الكيان الصهيوني…على الرغم من التطور السمعي_ البصري وتكنولوجيا التقنيات الحديثة.
دائما مايضع الدكتور الوصابي اليد على الجرح…
فرأيته في هذا الطرح قد تعاقبَ مع الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني في كتابه “الأدب الصهيوني” “بأن اللغة العبرية هي الأساس الذي بنيت عليه فكرة دولة إسرائيل، فكانت الخيط الذي تمكن اليهود من تمريره فيما بينهم ليتفقوا أخيرا على فكرة الوطن القومي “
فتبدو الطريقة التي نشأت من خلالها دولة إسرائيل -قبل 75 عاما- استثناء في التاريخ الحديث، حيث قطع مئات الآلاف من البشر مسافات طويلة من أوروبا شرقا وغربا وغيرها، تاركين الأوطان التي نشؤوا فيها، فكانت رحلتهم لألف سنة ماضية منذ سنة 1080 وطردهم من فرنسا مرورا بمنعهم دخول الأراضي الإسبانية إلى الأبد سنة 1492 انتهاءا بسنة 1933 والطرد من ألمانيا والإبادة الجماعية، ليستقر بهم المقام في 14 ماي 1948 على الأراضي الفلسطينية المسلمة المأهولة بسكانها، بنيّة طردهم وانتزاع وجودهم من الأرض التي عاش أجدادهم فيها.
خلال هذا التسلسل التاريخي المتعلق بعلاقة الشعوب باليهود خلال الألف سنة الماضية نلاحظ بأن اليهود لم تتحملهم جميع شعوب العالم وتتحمل شرهم ومكرهم إلا الشعوب الإسلامية، فلم يطردوا يوما منها.
ولطالما كانت الروايات المؤيدة لإنشاء دولة إسرائيل، تأتي ببطل يهودي فقد أهله في الحروب النازية، ويسقط في غرام شخصية غير يهودية، وفي النهاية لا ينوب البطل سوى الخذلان والمزيد من الحزن، وبأنه بحاجة لمكان آمن يعالج من خلاله أوجاعه.
بينما يأتي العربي في السرد الروائي المؤسس للصهيونية، أجيرا لطرف خارجي، همجيا، بلا أخلاق، متخلفا ذهنيا، كما ويتم توصيف العرب بالمخربين لأرض يقيمون عليها، وليس لهم أي علاقة تاريخية بها.
هذا ما يتداولونه حين يكذبون ويصدقون كذبهم “لو كان عرب فلسطين أحبوا أرضهم، لما كان بوسع أي كان، طردهم، بدل الهرب منها بدون سبب حقيقي. لقد كان لدى العرب قليل من الأشياء، ليعيشوا من أجلها، وأقل من ذلك ليقاتلوا في سبيله.. وذلك ليس ردة فعل من يعشق أرضه”…
لن اتحدث عن بطولة المقاومة على مدى السنوات الماضية فلينظروا الآن في خضّم هذه الحرب كيف علمتنا المقاومة دروسا منذ أكثر من عشرين يوما في العِزة والصمود والقيم الانسانية التي لم تتعلمهم الأمة على مدى عقود من الزمن، لله درّ المقاومة التي بيّضت وجوهنا جميعا في حين اسودّت وجوه الكثرين، لله درّ المقاومة التي أسقطت ورقة التوت ووارت سوءة أصحاب القرارات والسيادة. وكما قال ” الملثم” “إنه لجهاد نصر أو استشهاد “
والتاريخ لن ينسى ولن يرحم !!
إذن كان الترويج الصهيوني، لسياسة التضليل الثقافي والادّعاء والتدليس، وقلب الحقائق، واستجداء العاطفة العالمية، من خلال روايات أدبية كثيرة، جاءت ممهدة لفكرة الدولة الغاصبة، ومسوّقة للمعاناة التي طالت اليهود في أوروبا عبر التاريخ.
وإن أعاد التاريخ نفسه مع اختلاف العصور وتشابه الأحداث
فالكيان الصهيوني يدرك تماما مع تعنيه لعنة “العقد الثامن”، وإنه ليلفظ أنفاسه الأخيرة فمنذ اليوم الأول الذي دخل فيه الأراضي الفلسطينية وهو يدرك أنه يعيش في كذبة اخترعها مع أنصاره آنذاك إلى يومنا هذا وقد استخدموا كل المكر والخداع لتسويق انفسهم امام الراي العالمي الذي هو نفسه يدرك تمام الإدراك ماهيتهم…
ولئن كانت دولة إسرائيل كالخلايا السرطانية وسط الدول فإنها ستُدّمر ذاتيا، ولا سبيل للعلاج بالقبب الحديدية، ولا بالأسوار، ولا بالقنابل النوويّة، ولا بتكنولوجيا الصواريخ، ولا بأروبا ولا بأمريكا…
أختم بما قاله كنفاني “ربما كانت تجربة الأدب الصهيوني هي التجربة الأولى من نوعها في التاريخ حيث يستخدم الفن في جميع أشكاله ومستوياته للقيام بأكبر وأوسع عملية تضليل وتزوير تتأتى عنها نتائج في منتهى الخطورة”.

[ad_2]

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى