بات الخضاب. ملاذ اليمنيات الباحثات عن مهنة في زمن الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي.
تقرير موسى المليكي/الدستور الإخبارية:

هكذا أصبح حال اليمنيات في ظل الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي على الشعب اليمني بعد أن توقف راتب زوجها وأصبح عاجزاً عن توفير فرصة عمل يعيل بها أسرته المكونة من ثمانية أفراد اضطرت مريم الخامري إلى أن تتحمل مسؤولية إعالة الأسرة ولأنها لا تحمل مؤهلاً دراسياً فقد لجأت إلى تعلّم مهنة الخضاب أو النقش على الجسد وهي المهنة التي تحصل منها على مبلغ مالي لا بأس به يسمح لأسرتها بأن تعيش حياة كريمة.
تقول مريم لصحيفة الدستور مع بداية الحرب في اليمن من قبل مليشيات الحوثي وتوقف راتب زوجي الذي كان يعمل في مؤسسة المياة والصرف الصحي وأصبح عاجزاً عن العمل نتيجة كبر سنه واضطررت إلى تحمّل مسؤولية إعالة الأسرة فنصحتني جارتي بأن أتعلم مهنة النقش أو ما يُسمى الخضاب فتسجلت في معهد لتعليم فن النقش وبدأت بممارسة المهنة من داخل بيتي حيث تأتي الزبونات إلى البيت وأقوم بالنقش لهنّ مقابل مبلغ مادي.
وحول أسعار الخضاب أو النقش تضيف سميرة أن النقش العادي لليدين والرجلين يصل إلى 10 ألف ريال (نحو 5 دولارات) لكن النقش للعروسة يصل إلى 30 ألف ريال وتستغرق عملية النقش من ساعة إلى سبع ساعات ويبلغ متوسط دخلي الشهري من هذه المهنة 100 ألف ريال.
والخضاب اليمني الأسود مركّب طبيعي يتكون من مادة العفس النباتية المأخوذة من شجرة السنديان التي تباع بواسطة العطارين ومادة السيكا وهي أكسيد النحاس، ومادة الشظار وهي محلول السيلمونيك حيث يطحن الخضاب ويخلط بالقليل من الماء ويُنقَش به على أيدي المرأة وأرجلها وأجزاء من جسمها.
ويُجرى النقش باستخدام ريشة أو قُمع. وتستمر عملية النقش من ساعة إلى سبع ساعات وفقاً لنوع النقش ولمهارة المنقّشة القائمة بالنقش وخبرتها حيث تستخدم مادة الخضاب أو الحناء التي لا تكلفها أكثر من 3 دولارات لنقش امرأة واحدة.
عوامل الإقبال على مهنة الخضاب
ومهنة النقش أو الخضاب من المهن التي لاقت إقبالاً كبيراً من النساء في زمن الحرب لكونها غير مكلفة، ويمكن تعلمها خصوصاً لمن تملك موهبة الرسم حيث تطوّر مهارتها بالدراسة في أحد معاهد التعليم أو عبر الممارسة.
من جهتها قالت حنان محمد الدبعي تعمل ربة بيت لـصحيفة الدستور بدأت في عام 2019 بممارسة مهنة النقش حيث كنت أملك موهبة الرسم وقررت استغلالها وفتحت مشروعاً خاصاً بي للنقش والخضاب وبدأت بممارسة ذلك داخل منزلي، حيث كانت الزبونات يأتين إلى البيت ومن ثم فتحت محلاً خاصاً لذلك ومع كثرة الزبائن وشهرة المحل،
طوّرته ليتحول إلى محل للنقش وتصفيف الشعر وحالياً لدي عاملتان في المحل ونعمل بشكل دائم.
وتضيف الدبعي أن معظم زبائني من العرائس وخلال الأعياد الدينية تكثر الزبونات بشكل كبير جداً أي إنه يكون موسماً بالنسبة إلى عملنا حيث تكثر فيه الأعراس ويكون الإقبال كبيراً وقد أعمل لمدة 14 ساعة في اليوم وفي الأيام العادية تكون الزبونات من طالبات الجامعات اللواتي يحتفلن بحفل تخرجهن أو من نساء المغتربين اللواتي يستعددن لعودة أزواجهن من الغربة أو المحتفلات بالخطوبة أو عقد القران.
دورات تدريبية للنساء
وفي الآونة الأخيرة تضاعف عدد الدورات التدريبية الخاصة بتعليم مهنة النقش للسيدات حيث تُنظّم هذه الدورات معاهد خاصة أو جمعيات خيرية وجمعيات نسوية التي تحرص على تأهيل النساء للخروج إلى سوق العمل.
من جهتها قالت مدربة النقش كوكب الذبحاني لـصحيفة الدستور أنجزنا مبادرة مجتمعية نظمتها جمعية الآفاق الخيرية حيث درّبتُ 15 امرأة على مهنة النقش واختيرَت المتدربات من الفئة الأشد فقراً وقد استمرت الدورة لمدة أسبوعين اكتسبت فيها المتدربات مهارات النقش المختلفة وبعد انتهاء الدورة انتقلت المتدربات إلى سوق العمل ولدى كل واحدة منهن الآن مشروعها الخاص.
واصبحت المرأة تتحمل اعباء الأسرة مع زوجها في ظل الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وافرضت الحصار الجائر على الشعب اليمني خصوصاً بالجانب الاقتصادي من أجل اخضاعه ولكن سيظل اليمنيون يفضلون الموت ولا يركعون إلى رغباتهم.