المنافـ. ـقون عبر العصور.. حين تقزم التضـ. ـحيات وتعظم المظاهر

مقال رأي/ الدستور الاخبارية/ ا. بسام صالح المفلحي

 

في كل عهد يبرز من يقرأ الوقائع بعينٍ ناقصة، يرى الانتـ. ـصارات صغيرة، ويهول التضـ. ـحيات التي كسبت بها الأمم مصائرها.

منذ زمن رسول الله (ص) وحتى اليوم، تكرر نمط واحد: أصوات تقلل من شأن بطولات الصحابة، وتصور الثـ. ـورة والتضحيات كخـ. ـسائر لا قيمة لها، وكأن النصر يقاس فقط بالراحة الفورية وليس بثمن الاستقامة والثبات.

تذكرنا الروايات بكثيرٍ من الأمثلة، من قول بعض المنافـ. ـقين في “بدر” إلى أصواتٍ شكّكت في حكمة قيادة النبي (ص) في معاركٍ كـ “أحد والأحزاب”.

هؤلاء لم يفقهوا أن (الدين) لم يُستلب على مائدٍ من ذهب، بل حُفظ وارتقى بتضحياتٍ مؤلمة: بيوتٌ خُربت، ودماءٌ سالت، وأرواح دفعت ثمناً للجهاد في سبيل الحق.

القرآن لم يخف ذلك، بل بين أن الجنة ثمن تقدَم فيه النفوس والأموال بإخلاص.

وفي زماننا، تختلف السبل والمظاهر، لكن يبقى الفاصل واضحاً: مَن يرضى بـالتسويات والتنازلات السـ. ـياسية على حساب الحـ. ـقوق والكـ. ـرامة؟ ومَن يقدم المصالح الحقيقية للأمة أم يسوق مصالح شخصية وست. ـياسات مؤقتة؟ هناك من يرى أنّ استسلام الأرض والحق ثمن يقبلونه لبقاء نفوذٍ سـ. ـياسي أو أمـ. ـني، وهناك من يرى في المقاومة والتمسك بالقيم الطريق الشاق نحو الكـرامة والحـ. ـرية.

 

ليس المقصود تمجيد العنـ. ـف، بل التذكير بأن الحـ. ـرية والكـرامة لا تُهدى بلا ثمن.

وفي الوقت نفسه، يجب أن نكون يقظين ضد محاولات تليين الخطاب الديـ. ـني أو محو بطولات الماضي من المناهج، لأن التاريخ يُعلّم ولا يُمحى.

خلاصة الأمر: احترموا التضـ. ـحيات، لا تقزموا من قدموا أرواحهم فـ. ـداءً للمبدأ، وانتقدوا بضمير، فالنقد البناء خير من السـ. ـخرية والتهـ. ـوين.

والأهم من كل ذلك: لنجعل الإخلاص والصدق هما ميزاننا، لا المصالح الآنية ولا التهاون مع الضمير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى