جنـوب حائـر وأقـلام تائهـة: الصبـر والوفـاء لقضيتنـا
مقال رأي/ الدستور الاخبارية/ بسمة نصر

يشعر بعض الجنوبيين اليوم بحيرة وقلق: أقلام تكتب للوحدة، وأخرى للانفصال، وأعلام ترفع هنا وهناك.
هذا التباين يخلق ارتباكا ويجعل المواطن العادي يختلط عليه الأمر بين الواقع والشعارات.
يشير البعض إلى أن أقلاما كانت مرجعا في الرأي أصبحت تائهة، وأن آخرين يتجنبون الكتابة بصراحة خوفا من أي مضايقات، مما يزيد من شعور التشتت وعدم الوضوح.
حتى في القضايا الكبرى، مثل فلسطين، تختلف المواقف بين الناس، بعضهم يراها أولوية، وآخرون يراها تفصيلا ضمن خلافاتنا الداخلية.
ومع ذلك، هناك رؤية واضحة لدى القيادة الجنوبية.
الرئيس عيدروس الزبيدي
يعرف تماما قيمة القضية الجنوبية، ورفع علم اليمن في المنابر الخارجية ليس تنازلا عن الجنوب أو إنهاء لقضيته، بل خطوة استراتيجية:
_ العلم اليمني معترف به دوليا ويعكس احترام القوانين والمشهد السياسي الخارجي.
_ الهدف هو تهيئة الأرضية للجنوب ليكون أقوى وأكثر اعترافا في المستقبل، بحيث يكون الجنوب المستفيد الأول عندما تستقر الأوضاع.
هذه الخطوة ليست تناقضا، بل حكمة سياسية لصالح استقرار الجنوب وقضيته على المدى الطويل
ما نحتاجه اليوم هو ^الصبر والوفاء^ للقيادة الجنوبية.
التسرع في إصدار الأحكام أو القلق من رفع العلم اليمني قد يؤدي إلى فقدان رؤية أكبر وأبعد. القضية الجنوبية لم تنتهِ، وما زال الطريق طويلا، ولكن الثقة بالقيادة هي طريق الاستقرار والنجاح.
أكتب هذا المقال ليس رأيا شخصيا فحسب، بل مرآة لما يلاحظه ويشعر به الجنوبيون اليوم.
دعونا نصبر ونبقى أوفياء لقضيتنا، ونثق بأن الرئيس عيدروس الزبيدي
يعرف خطواته، وأن رفع علم اليمن اليوم هو وسيلة لتقوية الجنوب غدا، لنرى العلم الجنوبي يرفرف في المنابر قريبا، دون أن تهدر قضيتنا أو تضعف مكانتنا.
| كما قال الفيلسوف والسياسي توماس جيفرسون:
الحرية لا تمنح، بل تُنتزع، والصبر والثبات هما مفتاح النجاح في أي قضية عادلة