المنطقة الوسطى: المخزون اليمني الأصيل
مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

✍️ بقلم: رضوان الدودحي
تمتد المنطقة الوسطى من البيضاء غربًا حتى إب شرقًا، ومن الضالع جنوبًا إلى ريمة وأجزاء من ذمار شمالًا.
وتشكل هذه الرقعة الجغرافية قلب اليمن الأصيل، الذي لم تختلط به أي جينات خارجية. تُعد المنطقة الوسطى مخزونًا بشريًا هائلًا لليمن، بل هي الفئة النقية التي لا تزال على فطرتها اليمنية السوية، ولم تقبل يومًا فارسيًا أو عثمانيًا او غازياً على أرضها، بل كانت منبع الثوار منذ قديم الأزل.
البيضاء وقبائل مذحج
تُعتبر البيضاء من المواطن الأساسية لقبيلة مذحج العريقة، والتي إذا ذُكر التاريخ، لا بد له من ذكر قبيلة مذحج السبئية الأصيلة.
وقد كان الكثير من أقيال اليمن في العصور السبئية والحميرية من بطون مذحج ورؤوسها، وكان لهم الدور الفعّال في رفد الجيوش العسكرية بالقوة.
حصونها وقلاعها شاهدة على عظمتها وعظمة رجالها، ونذكر منها:
– قلعة رداع أو “القلعة الحمراء”، التي شيدها الملك اليمني شمر يهرعش.
– حصن البيضاء في المدينة القديمة، والذي يُعد من أبرز الحصون الشاهدة على عظمة الإنسان اليمني القديم.
وتزخر البيضاء بالعديد من المعالم التاريخية، التي تدل على أنها كانت صاحبة القرار في التغيير التاريخي لليمن. ولا ننسى المدرسة العامرية، التي بناها السلطان الحميري عامر بن عبدالوهاب الطاهري سنة 1504م.
كما يوجد فيها موقع حمير، وتنتشر فيها النقوش بالخط المسند، التي تفند وتشرح تاريخ محافظة مليئة بالإرث والعراقة.
كيف أذكر تاريخ محافظة كالبيضاء ولا أذكر المناضلين: الحميقاني، والعواضي، وسُميط، والذهب، والطامسي، والطشيرة، والغنيمي؟ كيف أنسى نضال ذي ناعم، والزاهر، والصومعة، ورداع، وقيفة، وغيرهم الكثير؟
ولا تزال البيضاء تخوض صراعات حديثة مستمرة مع جماعة الحوثي الإرهابية، فمنذ انقلاب الحوثي عام 2014م على مؤسسات الدولة، لم تهدأ البيضاء لحظة، بل كانت الموت لمدّعي الحكم الإلهي الحوثي.
إب: جوها الطيب وأهلها الطيبون
تُعد محافظة إب من أهم المخزون البشري للجمهورية اليمنية، وقد كانت معقلًا تاريخيًا هامًا، فكل حجر فيها تحته نقش منحوت بخط المسند الخالد.
كانت عاصمة الدولة الحميرية “ظفار” (يريم حاليًا)، وقد تأسست في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، بعد انتقال الحكم من ملوك سبأ إلى ملوك حمير وأبنائهم.
كانت مركزًا هامًا في صلب الدولة الحميرية سياسيًا، وتجاريًا، وعسكريًا.
من أهم معالمها الأثرية القديمة:
– قصر ريدان.
– حصن جبل العود الشامخ، المحاذي لمحافظة الضالع، والذي لا تزال آثاره ومقتنياته تُباع في المزادات العالمية بسبب ضياع الدولة.
– حصون أخرى مثل حصن “حب” في بعدان، وغيرها الكثير، التي تم تغييبها وإبعادها عن الإعلام، لتُترك لتجار الآثار يعبثون بها.
ومن رموزها التاريخية الحميرية القديمة:
– ذو نواس الحميري.
– شمر يهرعش.
– التبع اليماني أسعد الكامل.
– الثائر علي بن الفضل.
– الثائر علي عبد المغني، المهندس الفعلي لثورة 26 سبتمبر الخالدة.
أما حديثًا، فلها اليد الطولى في قتال الملـ…يشيات الحـ…وثية، ومن أبرز أبطالها: نائف الجماعي، والرجوي، والذيباني، والدعام، وغيرهم من الأسماء اللامعة التي لا تزال في مقدمة الصفوف.
وبعد هذا الطرح من كوادر محافظتين من محافظات الوسط، أليس من حقها أن يكون لها كيان شامل يلتف حوله أبناء المنطقة الوسطى تحت مظلته؟
وللكلام بقية…