لقاء في توقيت حساس: الرئيس العليمي يؤكد جدية الإصلاح ويطالب بموقف دولي أكثر صرامة تجاه إيران والحوثيين

تحليل سياسي/الدستور الإخبارية/خاص:

تحليل سياسي بقلم: الإعلامي البارز عبدالرحمن جناح

 

في ظل تحديات معقدة ومركبة تشهدها الساحة اليمنية، داخليًا وخارجيًا، يواصل فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، تحركاته السياسية والدبلوماسية الهادفة إلى تعزيز مسار الإصلاحات الشاملة، وتثبيت موقع الشرعية اليمنية في معادلة الاستقرار الإقليمي والدولي.

وفي هذا السياق، شكّل اللقاء الذي جمعه اليوم بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى اليمن، السيد جوناثان بيتشا، محطة مهمة لمناقشة ملفات بالغة الأهمية، في مقدمتها الإصلاحات الاقتصادية، والتعاون الأمني، ومكافحة الإرهاب، ودور المجتمع الدولي في دعم هذه التوجهات.

أولًا: تثبيت الشراكة الاستراتيجية

أشاد الرئيس العليمي بالدور الأمريكي في دعم الشرعية الدستورية، والجهود الإنسانية التي ساهمت في تخفيف آثار الحرب، وهو موقف يعكس نهجًا عقلانيًا

مؤكدًا أن العلاقات مع واشنطن تقوم على مصالح مشتركة وأولويات أمنية إقليمية.

وقد حرص الرئيس على تسمية المعرقل الحقيقي للسلام، محملًا المليشيات الحوثية – ومن ورائها النظام الإيراني – المسؤولية عن تدهور الأوضاع واستهداف المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية.

هذا الخطاب يأتي لتفنيد محاولات قلب الحقائق وتزييف السردية السياسية، وليؤكد للمجتمع الدولي أن الشرعية اليمنية هي الطرف الذي يتحمل المسؤولية ويحترم التزاماته، في مقابل طرف مسلح وعابر للحدود.

ثانيًا: الإصلاحات… إرادة لا تراجع عنها

أكد فخامة الرئيس أن الحكومة بدأت في تنفيذ حزمة إصلاحات مالية واقتصادية شاملة، وفق قرارات مجلس القيادة الرئاسي، وقد بدأت نتائجها بالظهور من خلال تحسّن نسبي في سعر الصرف وتوفر السلع الأساسية

لم يكن هذا عرضًا لإنجازات، بل رسالة ثقة وطمأنة للمجتمع الدولي، أن الحكومة لا تنتظر الحلول الجاهزة، بل تعمل من داخل التحديات، وتتحمّل مسؤولياتها رغم شح الإمكانات وتعقيدات الواقع.

دعا فخامته إلى دعم دولي عاجل ومنسق لتمكين هذه الإصلاحات من الثبات والنجاح، وخاصة في ما يخص ضبط الموازنة، ومواجهة التضخم، واستقرار الاقتصاد الوطني.

ثالثًا: الأمن… معركة مشتركة

استعرض فخامة الرئيس تطورات المشهد الأمني، كاشفًا عن تفكيك خلايا إرهابية مرتبطة بالحوثيين وتنظيمات متطرفة، واعتراض شحنات أسلحة ومخدرات، ما يبرهن على يقظة الأجهزة الأمنية، ويُظهر أن خطر الحوثيين لم يعد محليًا، بل إقليميًا ودوليًا.

كما شدد على متانة التعاون الأمني مع واشنطن، خاصة في ملفات خفر السواحل، ومكافحة التهريب، وتمويل الإرهاب، وتنفيذ قرارات حظر السلاح الإيراني، وهو ما يعيد تعريف اليمن كـ شريك فاعل في تأمين المنطقة لا كدولة مستنزفة فقط.

رابعًا: المعركة لم تعد داخلية

في مضمون اللقاء، أعاد الرئيس العليمي توجيه بوصلة الإدراك الدولي تجاه طبيعة الصراع في اليمن، مؤكدًا أن الحوثيين ليسوا طرفًا سياسيًا، بل تنظيمًا مسلحًا متورطًا في الإرهاب، وغسل الأموال، وتهريب المخدرات، وزعزعة استقرار الدول المجاورة.

هذا الخطاب يعكس تطورًا ناضجًا في أداء القيادة اليمنية، التي باتت تعتمد على خطاب المصالح والأمن الجماعي، بدلًا من الاكتفاء بتوصيف المأساة أو استجداء الدعم.

خلاصة تحليلية:

اللقاء بين فخامة الرئيس والقائم بأعمال السفارة الأمريكية مثّل لحظة استراتيجية لإعادة تثبيت ثلاث حقائق مركزية:

1. أن الشرعية اليمنية تمتلك مشروعًا جادًا للإصلاح والبناء.

2. أن الخطر الحوثي-الإيراني تجاوز الحدود، ويهدد الأمن الجماعي.

3. أن الدعم الدولي ليس ترفًا، بل ضرورة سياسية وأمنية واقتصادية لإنقاذ اليمن.

لقد تحدث الرئيس بلغة الواثق والمُلمّ بتفاصيل المشهد، متجاوزًا خطاب المظلومية، ومُكرّسًا نفسه قائدًا لمشروع دولة، لا مجرد مدير لأزمة.

خطاب جمع بين الرصانة السياسية والمسؤولية السيادية، واضعًا المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في دعم شعبٍ يخوض معركة بقاء، وقيادةٍ تعمل بإصرار لاستعادة الدولة ومؤسساتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى