شيطان التفاصيل يهدد وقف إطلاق النار في غزة

أخبار وتقارير/وكالات/الدستور الاخبارية

 

بعد عودة الحديث عن قرب إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر هدنة مرحلية مدتها 60 يوماً، تمهيداً للانخراط في مفاوضات لإنهاء دائم للحرب، تعالت نفس الأصوات الرافضة لذلك التوجه في إسرائيل، وعادت التهديدات بإسقاط حكومة بنيامين نتانياهو إلى الواجهة، لتساور الشكوك الكثيرين في فرص نجاح المساعي لإنهاء الحرب هذه المرة أيضاً.

ولم يدم الأجواء التفاؤل بإحراز اختراق وإنهاء الحرب المستمرة منذ 21 شهراً، سوى بضع ساعات، مع إعلان مكتب نتانياهو رفضه التعديلات التي تطالب حماس بإدخالها على أحدث مقترح لوقف الحرب، ووصفها بـ”غير المقبولة”.

ورغم ذلك، قرر نتانياهو قبول الدعوة لإجراء محادثات مكثفة، لإعادة الرهائن “على أساس المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل”، مشيراً إلى أنه قرر إيفاد فريق التفاوض الأحد إلى الدوحة لإجراء محادثات في قطر.

شيطان التفاصيل

ووسط مخاوف من إفساد “شيطان التفاصيل” الأجواء الإيجابية التي سادت المشهد مع تقديم حماس ردها الذي قالت إنه يتسم بالإيجابية على المقترح الأخير، يرى محللون أن العقدة تكمن في موقف المعسكر اليميني المتطرف الضاغط على نتانياهو.

وقد يكون لهذه المخاوف ما يبررها في ظل تقارير صحافية وإعلامية إسرائيلية عن عودة حتمية للحرب بعد هدنة الشهرين، ما لم يُنزع السلاح من القطاع وتُبعد حماس عنه.

وأوردت التقارير منشورا لوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير على إكس، يعارض فيه فكرة “الاتفاق الجزئي” مع الوعد بـ”نزع سلاح القطاع” مستقبلًا، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وإطلاق سراح مئات “الإرهابيين القتلة” وإمداد حركة حماس، بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية.

واعتبر بن غفير أن الاتفاق يبعد إسرائيل عن “الهدف الرئيسي للحرب، وهو تدمير حماس” ويمثل “مكافأة للإرهاب”.

ودعا الوزير الإسرائيلي إلى “الاحتلال الكامل للقطاع” باعتباره “السبيل الوحيد لحل المشكلة وإعادة رهائننا سالمين”، مجدداً مطالبته لنتانياهو بـ”التراجع عن مسار الاستسلام والعودة إلى مسار الحسم العسكري”.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتانياهو تعهد لبن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش برفض إنهاء الحرب قبل نزع السلاح في غزة، ونقلت صحيفة “معاريف” عن مسؤول إسرائيلي، لم تكشف هويته، أن تل أبيب لن تتنازل عن مطالبها الأمنية “حتى لو كان الثمن هو تأخير تنفيذ الصفقة”.

وفي الوقت نفسه أبرزت صحيفة “يسرائيل هيوم” تمسك نتانياهو بشروطه لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية في القطاع، وتحييد حماس عن حكمه.

كما نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصدر أمريكي قالت إنه مقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الأخير متمسك بموقفه الأصلي أي إخلاء قطاع غزة “لإعادة إعماره”، ما يخلط الأوراق من جديد، مضيفةً أن إسرائيل والولايات المتحدة تدفعان في الكواليس إلى تهجير سكان القطاع.

ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطلع إن “3 دول أبدت موافقة مبدئية لاستيعاب أعداد كبيرة من سكان القطاع، وهناك 3 دول أخرى تدرس الأمر”.

وتأتي هذه التطورات في ظل مساعي الوسطاء لتقريب وجهات النظر لمنع تفويت فرصة جديدة لإنهاء الحرب.

وفي السياق، قالت تقارير إن قطر طلبت من كبار قادة حماس المقيمين في الدوحة تسليم أسلحتهم الشخصية، وذلك خلال المحادثات الأخيرة لتأمين وقف إطلاق النار في غزة. ووفق صحيفة “تايمز” البريطانية، قدم الوسطاء القطريون هذا الطلب لإظهار جدية حماس في تحقيق السلام، وليكون بادرة حسن نية.

وينظر إلى الخطوة على أنها جزء من جهود أوسع لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وبين تصلب المواقف، والواقعية لتحقيق بعض مطالب طرفي الصراع الذي أسفر عن مقتل وإصابة نحو 200 ألف من سكان القطاع، يحبس أهل غزة الأنفاس انتظاراً لهدنة تمنحهم فرصة لالتقاط الأنفاس والحصول على المساعدات، بعد أن وصل الوضع الإنساني في القطاع إلى مرحلة خطيرة تحذر العديد من المنظمات الدولية من تداعياتها على صحة الكثير منهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى